آخر الأخبارأخبار محلية

عودة: تُبنى الأوطان بحمى جيش واحد هو جيش الوطن

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.









بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها:”في علاقاتنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا كثيرا ما نجد أنفسنا أمام مواقف إساءة وجفاء وظلم. تميل الروح البشرية إلى رد الصاع صاعين، لكن المسيح يعلمنا أن قوة الملكوت لا تظهر بالإنتقام بل بالمحبة. قال الرسول بولس: «لا يغلبنك الشر بل إغلب الشر بالخير»(رو21:12). بهذا فقط نشهد لعمل الله فينا ونزرع سلاما في عالم يئن من الإنقسام والكراهية والظلم والقتل. المحبة التي يدعونا إليها الإنجيل ليست عاطفة عابرة. هي فعل إرادة متجذر في الإيمان، وهي لا تنتظر اعترافا ولا شكرا، بل تتدفق كما يتدفق نبع الماء الحي. «إن أحببتم الذين يحبونكم فأية منة لكم؟ فإن الخطأة أيضا يحبون الذين يحبونهم». هذه المحبة صامتة أحيانا، مؤلمة أحيانا أخرى، لكنها في جوهرها مشاركة في حياة الله نفسه. من يتذوقها يكتشف أن العطاء أعظم من الأخذ، وأن الغفران أعمق من الإنتقام، وأن السعادة الحقيقية لا تنال بالسيطرة على الآخر أو بتحقيره أو الإنتصار عليه، بل ببذل الذات من أجله”. 

تابع: “هذا ما يفتقده بلدنا الحبيب، حيث يسعى كل مكون إلى التسيد على الآخر، بالأفكار أو الأعمال أو حتى السلاح. ما هكذا تبنى الأوطان وتنمو المجتمعات، بل بالحوار البناء المبني على الإحترام المتبادل، بين مواطنين متساوين، تحت راية واحدة هي راية الوطن، وحمى جيش واحد هو جيش الوطن، وانتماء واحد لوطن واحد الجميع فيه متساوون، وعبر طريق معبدة بالرحمة ومضاءة بالمحبة. المزايدات ليست إلا عملا شيطانيا هدفه الخراب والدمار وتوسيع الهوة بين الإخوة، لذا، بما أننا أبناء الله الواحد، علينا أن نترجم ذلك بأن نكون أبناء وطن واحد غير مقسم إلى جماعات متناحرة، وأحزاب متنافرة، وطوائف تتسابق على المغانم والسلطة وفرض الرأي أو العقيدة. سمعنا بولس الرسول يقول في الرسالة التي تليت على مسامعنا: «لنطهر أنفسنا من كل أدناس الجسد والروح ونكمل القداسة بمخافة الله». لذا علينا أن ندرك أننا، بإيماننا بالله، نحن مدعوون إلى الشهادة لاسمه لا لمصالحنا، والتكلم بلغته لا بمشيئتنا، والعمل بوصاياه لا بما يناسب غاياتنا، وإلا نكون خائنين لإيماننا بالله وتسميتنا باسمه”.

وختم: “كذلك نحن مدعوون كمسيحيين أن نصير شهودا حقيقيين لإنجيل المسيح. فإذا أحببنا من يحبنا فقط لا نختلف عن منطق العالم، أما إذا أحببنا من يعادينا، عندئذ يشرق نور المسيح منا، ويختبر الناس من خلالنا أن ملكوت الله حاضر في هذا الدهر رغم سواد أيامه وقساوة إنسانه”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى