هل القلق من تقارب عون مع حزب الله مُبرّر؟

وفي هذا السياق ايضا، تأتي الحملة على رئيس الجمهورية جوزاف عون واتهامه بعدم الحسم تجاه الحزب، «والتلطي» وراء الحرص على السلم الاهلي، لتبرير عدم التصادم في الشارع.
ووفق تلك الاوساط، فان الفريق الاعلامي والسياسي الذي يدير هذه الحملة، هو خليط من فريق «قواتي» وآخر من نواب «التغيير» المحيطين بالرئيس سلام، الذين ارتكبوا «خطيئة» لا يمكن ان تمر مرور الكرام في بعبدا، فتزامن الحملة ضد الرئيس مع الهجوم على المؤسسة العسكرية، اضاء «الضوء الاحمر» لدى عون، الذي اعتبر ان هؤلاء قد تجاوزوا حدود المنطق والعقل، ويدفعون البلاد نحو الفوضى باستهداف المؤسسة الوحيدة، التي تشكل العمود الفقري لمشروع لبناء الدولة. وعندها باتت الاحداث المتصلة بفعالية «صخرة الروشة» مسألة هامشية بالنسبة اليه، خصوصا انه على قناعة بانها مفتعلة من قبل رئيس الحكومة الذي ارتكب خطأ، ويرفض الاقرار به، واراد ان يحمل القوى الامنية المسؤولية. والانكى من ذلك توريط العهد بمشكل «لا ناقة له فيه ولا جمل»، وقد كان صريحا في التعبير عن موقفه امام سلام خلال لقائهما الاخير.
هذه الواقعة، اظهرت الرئيس عون اكثر قربا من «الثنائي»، وكشفت عن خلل جوهري في العلاقة مع رئيس الحكومة وفريق عمله، والقوى السياسية التي تدعمه فرئيس الجمهورية يقدر عاليا رغبة «الثنائي» في عدم نقل اي خلاف سياسي الى الشارع، وهو امر لا خلاف حوله، لكن للرئيس مقاربته المختلفة في اكثر من ملف داخلي وخارجي، وهو لايزال على التزاماته تجاه واشنطن والرياض، بعد مساهمتهما في ايصاله الى قصر بعبدا، لكنه يحاول قدر الامكان «لبننة» الاستحقاقات بما يمنع تفجير البلد، ولهذا يمكن الحديث عن تقارب موضعي لا استراتيجي، وقد ظهر ذلك جليا في اكثر من مناسبة، كان آخرها البيان الرئاسي المرحب بخطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول غزة والشرق الاوسط، فيما يرى حزب الله الاتفاق وثيقة استسلام «ودفن» للقضية الفلسطينية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





