أولى أمطار الخريف تكشف فضيحة التحضيرات المتأخرة

المشهد الأكثر استفزازًا لم يكن الأمطار بحد ذاتها، بل مشاهد ورش التنظيف الطارئة التي أطلقتها بعض البلديات قبل ساعات فقط من صول المنخفض الجوي. تعميم وزير الداخلية كان واضحًا: الاستعداد لأي منخفض جوي لتفادي فيضان القنوات المائية، والتنسيق العاجل مع الوزارات المعنية، وإزالة أي تعديات على مجاري المياه. لكن بحسب مصادر محلية، أكّدت لـ”لبنان24″ فان الاستجابة جاءت متأخرة عند كثير من البلديات، فكانت النتيجة شوارع غارقة ومواطنون يدفعون الثمن. وهذا ما يظهر عدم التزام بتعميم الوزير الذي كان يجب البدء بتنفيذه فورا.
هذا السيناريو المكرر يكشف خللًا بنيويًا في التخطيط والإدارة المحلية. بدل الصيانة المسبقة وتنظيف المجاري خلال الصيف، نرى تحركات متأخرة لا تمنع الكارثة بل ترافقها. النتيجة: شوارع تتحول إلى أنهار، سيارات تضررت، ومحال تجارية قد تغرق بالمياه. والشتاء لم يبدأ بعد!
الحلول واضحة وبسيطة: تنظيف القنوات المائية قبل موسم الأمطار، تحديث شبكات التصريف، ووضع خطط طوارئ سريعة للتعامل مع أي منخفض جوي. لكن على أرض الواقع، لا يُنفّذ سوى القليل، ويُترَك المواطن لمصيره كل خريف.
المشهد الأخير مساء الخميس كان “بروفة” لما ينتظر اللبنانيين في الأشهر المقبلة. فإذا لم تتخذ السلطات والبلديات إجراءات استباقية حقيقية، فإنّ الطرقات قد تتحول إلى أنهار مع كل منخفض جوي جديد. وبينما يطالب المواطنون بالمحاسبة، يبقى السؤال: من سيتحمل المسؤولية عن كل هذه الأضرار التي تتكرر سنويًا بلا نهاية؟



مصدر الخبر
للمزيد Facebook