آخر الأخبارأخبار محلية

توقيف مالك باخرة نترات المرفأ ولبنان يستعجل استرداه

 

وعلى ضوء هذا التوقيف، شرعت النيابة العامة التمييزية اللبنانية برئاسة القاضي جمال الحجار، في إعداد ملف استرداده من السلطات البلغارية.

 

وأفاد مصدر قضائي لبناني بأن القضاء «تبلّغ رسمياً يوم الاثنين بتوقيف غريتشوشكن في صوفيا، وأن النائب العام التمييزي يولي هذه المسألة أهمية قصوى، وسارع إلى الطلب من المحقق العدلي القاضي طارق البيطار تزويده بكامل المستندات والمعلومات التي استند إليها التحقيق لملاحقة هذا الشخص؛ تمهيداً لإرسال طلب رسمي عبر وزارة الخارجية اللبنانية إلى الحكومة البلغارية».
ورغم عدم وجود اتفاقية تعاون قضائي بين لبنان وبلغاريا، يعوّل القضاء اللبناني على تجاوب صوفيا مع الطلب، أو على الأقل إتاحة المجال لاستجواب غريتشوشكن على أراضيها. ووفق المصدر القضائي، فإن «إمكانية انتقال القاضي البيطار إلى بلغاريا مطروحة، في حال رفضت الأخيرة تسليم الموقوف».
وقال إن «إحدى أبرز النقاط التي سيركز عليها البيطار هي التحقق مما إذا كانت شحنة النترات متجهة من جورجيا إلى موزمبيق كما جاء في الوثائق الرسمية، أم أن بيروت كانت وجهتها المقصودة منذ البداية؟».

 

ويرجّح أن يكون غريتشوشكن على دراية بهوية الأشخاص الذين اشتروا الشحنة لصالح شركة «سفارو ليمتد» البريطانية، وفق تقدير المصدر القضائي اللبناني، والتثبّت من «علاقته برجلي الأعمال السوريين مدلل وعماد الخوري، المعروفين بصلاتهم الوثيقة بالنظام السوري، واللذين يُعتقد أنهما سدّدا ثمن الشحنة».

 

وكانت السلطات الروسية رفضت طلباً تقدّم به المحقق العدلي السابق القاضي فادي صواّن خلال شهر ايلول 2020، وطلب فيه من روسيا مساعدته على استجواب غريتشوشكن والأخوين خوري وقبطان الباخرة الذين يحملون جميعهم الجنسية الروسية.
وكتبت” النهار”:الموقوفون في الخارج عادة ما يستجوبهم المحقق أو من خلال طلب المساعدة القضائية في مكان توقيفهم بغض النظر عن وجود اتفاقات قضائية ثنائية، وذلك عملاً بمبدأ التعاون القضائي المعمول به دولياً بحسب ما يؤكده ل”النهار” وزير العدل السابق سليم جريصاتي.

 

ويوضح: يستجوب الموقوفون في الخارج المرتبطون بملفات قضائية لبنانية إما بعد استردادهم رسمياً ليمثلوا أمام القضاء اللبناني، أو من خلال مبدأ التعاون القضائي المعترف به دولياً بمعزل عن وجود أو عدم وجود اتفاق قضائي ثنائي، الأمر الذي يتيح استجوابهم من قبل السلطات القضائية في الدولة التي أوقفوا فيها، بناء على أسئلة مباشرة من القضاء اللبناني ترسل عبر وزارتي العدل والخارجية وفقاً للأصول، أو بحضور المحقق العدلي اللبناني وبمشاركته”.

 

أما إذا تم التوقيف بناء على مذكرة من الإنتربول بطلب من السلطات القضائية اللبنانية، فإن الحق بالاستجواب يكون في المبدأ للقضاء اللبناني، نظراً إلى امتلاكه كامل الملف والمعطيات. مع ذلك، لا يمنع القانون الدولي أن تقوم السلطات المحلية في بلد التوقيف، باستجواب المعني وإرسال النتائج إلى لبنان عبر القنوات الرسمية.
لكن ما يهم لبنان هو ما إن كان التوقيف سيعطل التحقيق في قضية انفجار المرفأ.
 
يجيب جريصاتي “بكل وضوح، لا يتوقف التحقيق، بل على العكس فإن التحقيق العدلي سيستكمل بزخم أقوى، وقد يرى المحقق العدلي في هذا التطور فرصة لإغناء الملف أو تدعيم استنتاجاته أو اقتناعه. وفي حال تباطؤ استرداد الموقوف أو استجوابه، وإذا تكون لدى المحقق العدلي اقتناع بأن التحقيق بات مكتملاً وهو قاضي شبهة، يمكنه وفق صلاحياته، إصدار القرار المناسب دون انتظار الإجراءات الخارجية”.
وخلاصة كلام جريصاتي تكمن في أن توقيف صاحب السفينة يعد تطوراً قضائياً بارزاً، من شأنه أن يعيد تحريك الملف ويمنح التحقيق العدلي دفعة إضافية نحو بلوغ الحقيقة، مع التأكيد أن القضاء اللبناني لا يزال يملك زمام المبادرة في هذا الملف البالغ الحساسية.  

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى