هل تبدّل الكتل النيابية الحيادية موقفها؟

تعمل القوى السياسية الأساسية على تحسين موقعها وموقفها التفاوضي في ظل إستمرار المراوحة في الملف الرئاسي وذلك تمهيدا للتسوية المقبلة والتي لا مفر من الوصول اليها بالتوازي مع مسار التسويات الاقليمية والدولية، علما أن مؤشرات الحل في لبنان لم تظهر بعد، بل لا يزال التأزم عنوان المرحلة المقبلة حتى المدى المتوسط..

يدرك خصوم “حزب الله” أنهم فشلوا في إستمالة رئيس “التيار الوطني الحر”النائب جبران باسيل الى خندقهم السياسي، بالرغم من الفرصة الذهبية التي سُنحت لهم بعد الخلاف الكبير الذي سيطر على علاقة باسيل بـ”حزب الله”، لكن حالة الشك واللا ثقة التي طبعت سلوك قوى المعارضة تجاه باسيل جعلته يعود تدريجيا الى حضن حليفه السابق.

يرى البعض أن سلوك المعارضة لا علاقة له بتموضع باسيل الحالي، اذ ان الرجل كان يدرك جيدا ما يريد منذ اللحظة الاولى ولم يكن ابدا جاهزا للافتراق النهائي عن حارة حريك، بل كان ينتظر السعر السياسي المناسب ليعود ويساهم مع شريكه التقليدي في التأسيس للمرحلة السياسية المقبلة، وهذا ما بدأت مؤشراته تظهر بشكل واضح من خلال الإيجابية الكبرى التي يتم تسريبها عن الحوار الحاصل بينهما.

لكن مخطط باسيل – “حزب الله” لا يمكن ان يكتمل إلا من خلال إنقلاب جدي لدى الكتل النيابية الحيادية وتحديدا، تكتل اللقاء الديمقراطي وكتلة النواب السنّة .واذا كان النواب السنّة جاهزين بمعظمهم للتصويت لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مستفيدين من الباب الذي واربه لهم السفير السعودي في لبنان وليد البخاري قبل اشهر، فإن موقف “الاشتراكي” ليس واضحا بعد.

تعتبر مصادر مطلعة أن الحزب الاشتراكي جاهز للدخول في أي تسوية رئاسية تملك غطاء مسيحيا، وهذا يعني ان اي تسوية بين الحزب وباسيل ستعني حتما انضمام الاشتراكيه ورئيسه السابق وليد جنبلاط إلى جبهة حليفه التقليدي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لكن هذه التحليلات قد لا تكون دقيقة خصوصا وأن رئيس الحزب الحالي تيمور جنبلاط ليس في وارد السير بأي سياسي تقليدي، بل لا يزال يميل نحو دعم شخصية معارضة غير تقليدية…

لا يستطيع “ثنائي مار مخايل” حسم المعركة الرئاسية مهما كان حجم التفاهم بينهما، اذ ان اقصى ما يمكن ان يصل اليه حوارهما المشترك هو تحسين علاقتهما الثنائية حتى لو توافقا على اسم الرئيس، اما ايصال هذا المرشح الى بعبدا فيحتاج حتما الى استقطاب الكتل النيابية الحيادية بشكل اساسي، والى تحييد عدد من النواب التغييريين لمنع قوى المعارضة من تعطيل النصاب.