كيف يوظف السرطان الخلايا المجاورة له ويستغلها لصالحه؟ – DW – 2025/9/2

ينتهج السرطان عدة استراتيجيات للبقاء والنمو داخل الجسم ومنها استراتيجية اكتشفها فريق بحثي في معهد إي تي إتش ETH مؤخرا بمدينة زيورخ السويسرية، تنقل وفقها خلايا السرطان الميتوكوندريا المسؤولة عن إنتاج الطاقة من داخلها إلى داخل خلايا ليفية سليمة مجاورة، علما بأن الميتوكوندريا هي عضيات مسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل الخلايا.
آلية انتقال “مصانع الطاقة” ومدى تأثيرها
وتستخدم خلايا السرطان أنابيب دقيقة جداً متكونة من غشاء الخلية (تشبه الأنابيب التي قياسها من مرتبة النانومتر) لربط نفسها بالخلايا الليفية، لتنتقل عضيات الميتوكوندريا عبر هذه الأنابيب من خلايا السرطان إلى الخلايا الليفية، وتعيد الميتوكوندريا المنقولة برمجة الخلايا الليفية السليمة وتحولها إلى خلايا ليفية مرتبطة بالورم الخبيث، لتنتج طاقة أكثر وتفرز كميات أكبر من عوامل النمو التي تعزز نمو السرطان، مساهمةً في تعديل البيئة المحيطة خارج الخلية لجعلها أكثر ملائمة لاستيطان وتكاثر خلايا السرطان، وفق ما نقل موقع دويتشلاند غيزوندهايت بورتال الألماني.
وتتسم هذه الآلية بأن السرطان يستغل عملية هي في الأساس طبيعية مفيدة لإصلاح الخلايا التالفة، لكنه يحولها لصالح نموه. وتبرز هذه الدراسة أهمية التفاعل بين خلايا الورموبيئتها المحيطة في تطور المرض.
علاج للسرطان بتعطيل بروتين نقل “مصانع الطاقة”؟
ويُعَد البروتين الذي اسمه ميرو2 جُزَيئا مهما مساعدا في حركة الميتوكوندريا ونقلها داخل خلايا السرطان، ووجد الباحثون أن خلايا السرطان التي تنقل الميتوكوندريا تنتج كميات كبيرة من هذا البروتين، وأظهرت التجارب أن تعطيل أو حجب هذا البروتين يمنع نقل الميتوكوندريا، مما يوقف إعادة برمجة الخلايا الليفية السليمة ويقلل من نمو الورم الخبيث، وفق ما نقل موقع نيتشر البحثي.
فهل يفتح ذلك آفاق علاج جديدة لعلاج السرطان عن طريق تعطيل البروتين الناقل، وبالتالي وقف أو إبطاء نمو الأورام الخبيثة عبر منع نقل الميتوكوندريا؟ خاصةً أنه توجد أدلة أن هذه الظاهرة تحدث ليس فقط في سرطان الجلد، بل أيضا في أنواع أخرى مثل سرطان الثدي والبنكرياس، حيثما تكون الخلايا الليفية وفيرة. حتى الآن لم يتم تطوير مثبط فعال لهذا البروتين في البشر وقد يتطلب الأمر سنوات من البحث لتطوير دواء يثبطه دون آثار جانبية خطيرة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook