آخر الأخبارأخبار محلية

مساع أميركية تنتظر موقف نتنياهو وتكريسالخطوة مقابل الخطوة في تل أبيب

بعد المحطة الرابعة للموفد الأميركي توم براك، تظهر الاتصالات الديبلوماسية أن ملفات المنطقة مترابطة بعضها ببعض، وأن واشنطن تنشط بتوجيه من الرئيس دونالد ترامب على خط التوصل إلى تسوية مشتركة في أكثر من بقعة، بدءاً من غزة، مع محاولة ربطها بجنوب لبنان، رغم اعتراض بنيامين نتنياهو على صفقة جزئية في غزة، وإصراره على تهجير أهلها.

وكتب رضوان عقيل في” النهار”:يفيد مصدر ديبلوماسي غربي في بيروت أن التوجه الأميركي يقضي بمعالجة الوضعين في غزة والجنوب في آن واحد، من خلال التوصل أولاً إلى هدنة لمدة شهرين في المكانين، مع أنه ليس سهلاً إقدام “حزب الله” على تسليم سلاحه، ولكن إذا سُجّلت خطوات من إسرائيل تثبت انسحابها من الجنوب، فإن الأمر سيساعد الحكومة على تطبيق قرارها وجمع سلاح الحزب بدعم أميركي.
وعلى الرغم من تعنّت نتنياهو وإصراره على طرد “حماس” من غزة والقضاء على كل الآلة العسكرية للحزب في لبنان، ثمة تقارير تلقتها الاستخبارات العسكرية تفيد أن وحدات الجيش الإسرائيلي لم تعد على جهوزيتها السابقة نتيجة حربها في السنتين الأخيرتين، والنقص في العديد، الأمر الذي يفرض على تل أبيب تقديم تنازلات من وجهة نظر المفاوض الأميركي.
وفي لحظة يرفض فيها نتنياهو الرجوع عن مخطط أجندته في الأراضي الفلسطينية والمنطقة، لم يبق أمام ترامب إلا الطلب منه السير بوجهة نظر واشنطن وإنجاح المفاوضات التي تخوضها. ويرد قيادي في “حماس” بأن حركته لا تمانع في التوصل إلى الهدنة التي يعمل الأميركيون عليها بالتعاون مع الوسيطين القطري والمصري، وتنفيذ مقترح ستيف ويتكوف “في انتظار رد نهائي من نتنياهو”. ولا يُفهم من تل أبيب أنها ستتراجع عن نزع كل قدرات “حماس” واستئصال كل مقومات “حزب الله” إذا تمكنت.  
وكتبت سابين عويس في” النهار”:النقطة المتقدمة التي أمكن تسجيلها من زيارة براك، فتكمن في تكريسه مطلب لبنان بـ”الخطوة مقابل خطوة”، إذ إن الدولة اللبنانية لن تلتزم قرار حصر السلاح، ما لم تقابلها إسرائيل بخطوة مماثلة هي الانسحاب من التلال الخمس. وهنا، يبدو الموقف اللبناني الذي أُبلغ إلى براك واضحاً كما تقول أوساط قصر بعبدا، ومفاده أن لبنان أوفى بالتزاماته وأقرّت الحكومة ورقة الإعلان المشتركة، وهو ينتظر الآن الرد من الأطراف الأخرى المعنية، إسرائيل وسوريا. ولهذه الغاية، توجه براك إلى تل أبيب لنقل الموقف اللبناني، في انتظار أن تدرسه حكومة نتنياهو وتتخذ قرارها، الذي ينتظر أن يكون على غرار الموقف اللبناني، أي صادراً في شكل رسمي، سلباً أو إيجاباً، بحيث يلزم إسرائيل ولا يترك أمامها مجالاً للاستمرار في المناورات وتكرار سلوك الاعتداءات اليومية.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن هذا الأمر يجب أن يتم قبل نهاية شهر آب الجاري، الموعد الذي حدده مجلس الوزراء للجيش ليقدم خطة تنفيذية لقرار سحب السلاح، بحيث تكون المهلة المتبقية، مهلة ضغط وحث لا تمييع للقرار بهدف ترحيله، خصوصاً أن الخطاب الأخير للأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، والذي أتى غداة زيارة المسؤول الإيراني علي لاريجاني، حمل تهديدات علنية لا تساعد القيادة العسكرية على وضع خطة وتنفيذها.
ويشار إلى نقطة لافتة أثارها براك في تصريحاته، وشكلت خروجاً واضحاً عن سلوكية الرجل منذ بدأ التفاوض مع السلطات اللبنانية على ورقته، تتمثل في إدخال إيران على خط هذه المفاوضات عندما أشار إليها كـ”جار لا يمكن تجاوزه”. وهذا يعني في القاموس السياسي أن براك انتقل من مرحلة رفع سقف الشروط إلى مرحلة التفاوض العملاني والمقايضات حول المكاسب، بما يفتح الباب واسعاً أمام رسم معالم التسوية المقبلة الآتية من نافذة ما بات يعرف بالورقة الأميركية!  

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى