خطوة مقابل خطوة…هل ينجح برّاك في تل أبيب كما نجح في بيروت؟

Advertisement
فما قامت به الحكومة في مجال حصرية السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية دون غيرها من قوى الأمر الواقع هو أكثر من كافٍ كخطوة أولى في مسيرة استعادة قرار الحرب والسلم، على أن تبقى البندقية اللبنانية هي الضمانة الأكيدة لأمن جميع اللبنانيين، بمن فيهم البيئة اللصيقة بـ “حزب الله” والزود عنهم من أي اعتداء خارجي أو داخلي.
أمّا الخطوات المطلوبة من واشنطن فتبقى هي الأساس، وأولى هذه الخطوات العمل على سحب الجيش الإسرائيلي من التلال اللبنانية الخمس، التي يجب أن تكون متوازية مع تسّلم الحكومة اللبنانية الخطة، التي تعمل عليها قيادة الجيش لعملية تسّلم سلاح “حزب الله” وأي سلاح آخر غير شرعي، أو أي جهة لم يشر إليها اتفاق وقف إطلاق النار، من جيش وقوى أمن داخلي والأمن العام وأمن الدولة والجمارك وحراس البلديات.
فالخطوة اللبنانية الأولى لن تليها خطوات مكمّلة أخرى ما لم تبدأ إسرائيل بسحب جيشها. هذا الموقف حمله مع كل من برّاك واورتاغوس إلى تل أبيب كشرط لبناني لا يمكن المساومة عليه.
فإذا كانت واشنطن جادّة في ترسيخ استقرار المنطقة انطلاقًا من لبنان فما عليها سوى ممارسة أقصى أنواع الضغط على تل أبيب للمباشرة بسحب جيشها من الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتّلة. أمّا إذا كانت إسرائيل غير مبالية بما تسعى إليه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجهة فرض أمر واقع جديد في المناطق الساخنة، ومن بينها الجبهة اللبنانية الجنوبية فإن أي كلام أميركي آخر يبقى في إطار الفرضيات، ويعود الوضع اللبناني إلى ما كان عليه قبل الخامس والسابع من شهر آب الجاري.
وعلى رغم الاجواء التفاؤلية التي عكستها تصريحات باراك وكلامه مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، تبقى “إيجابيات” هذه الزيارة مرهونة بالنتائج، التي يمكن أن يحقّقها في زيارته لتل أبيب، مع أنه وعد بالسعي لدى المسؤولين الإسرائيليين من اجل مقابلة الخطوة اللبنانية بخطوة اسرائيلية موازية “بعدما قدّم لبنان أكثر مما كان مطلوبًا منه.”
ومما فُهم من بعض ما تمّ تسريبه عن لقاءات برّاك مع المسؤولين اللبنانيين أنه وعدهم بالسعي لدى اسرائيل في السير بمبدأ الخطوة مقابل خطوة، لكنه المح في الوقت نفسه الى انه لا يستطيع ان يؤكد او يضمن أي شيء لأن هذا الأمر مرهون بالموقف الاسرائيلي.
فجديد ما في زيارة باراك هذه المرّة أنه تحدّث عن عزمه على مناقشة هذا الموضوع مع المسؤولين الاسرائيليين وسعيه لإقناعهم بهذا التوجه. أمّا إذا رفضت تل أبيب القبول بمبدأ “خطوة مقابل خطوة” فإن واشنطن قد تجد نفسها في موقف محرج أمام اللبنانيين، الذين وعدتهم بأيام أفضل. وهذه الأيام الأفضل لن تبصر النور إلا إذا قوبلت خطوة الحكومة، التي سبق أن وصفتها واشنطن بـ “الجريئة والتاريخية”، بخطوات مماثلة وبذات الأهمية من قِبل اسرائيل.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook