يعمل الجانب اللبناني على إعداد ردّ رسمي وموحّد على ورقة المبعوث الأميركي، توم باراك، التي تقضي بتخلي حزب الله عن سلاحه في مختلف أنحاء البلاد بحلول تشرين الثاني المقبل، مقابل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية والانسحاب من النقاط الخمسة المحتلّة.
وتضاعفت فاتورة خسائر حزب الله بالنسبة للعدد والعتاد وتلاشى حضوره العسكري في منطقة جنوب الليطاني بعدما كانت تُشكّل “عصب العمليات” ضد إسرائيل، وذلك منذ أن وسّعت إسرائيل حربها على لبنان منتصف أيلول الماضي وحتى اليوم، أي حتى بعد وقف إطلاق النار.
وكان أمين عام حزب الله السابق حسن نصرالله في تشرين الأول العام 2021، كشف وللمرّة الأولى في تاريخه، أن عدد المقاتلين المحترفين والمدرّبين على القتال حوالي 100 ألف، لكن مصادر مطَلعة تحدّثت لـ”العربية”، أكدت أن حوالي 10 آلاف مقاتل بصفوف الحزب باتوا خارج الخدمة بشكل كلّي بسبب “حرب الإسناد” الأخيرة، وأن عدد مقاتلي حزب الله الآن يُقدّر بحوالي 60 ألفا تقريباً.
وأوضحت المصادر أن الحرب الأخيرة كلّفت الحزب أكثر من 4 آلاف، موزّعين بين قادة عسكريين وقادة وحدات قتالية وعناصر من وحدات مختلفة، بالإضافة إلى أكثر من 3 آلاف جريح.
كذلك لفتت المصادر إلى أن حوالي 2000 مقاتل تركوا صفوف الحزب ليس بسبب الإصابة أو نتيجة الحرب، وإنما بقرار فردي أتى مباشرة بعد اغتيال الأمين العام السابق، حسن نصرالله، ورفضوا العودة إلى صفوفه.
ويتوزّع مقاتلو حزب الله بين قوّة الرضوان، التي تُعرف بقوّات النخبة، ووحدة التدخل، والتعبئة، والوحدة الجغرافية والوحدتين اللوجستية والصاروخية.
أما قوّات التعبئة أو ما يُعرف بـ”جنود الاحتياط”، فتضم العدد الأكبر من المقاتلين في صفوفها. وبحسب المصادر المطّلعة فإن العدد الأكبر من شهداء الحزب خلال الحرب هم منها، وهم الآن يشكّلون القاعدة الأساسية لحزب الله بعدما فقد العديد من المسؤولين الميدانيين وقادة الوحدات المدرّبة.
وكشفت المصادر أنه وبسبب الحرب والاستهدافات الإسرائيلية شبه اليومية، أغلق حزب الله معظم مراكز التدريب التابعة له في البقاع والجنوب، وذلك لأنها باتت مكشوفة أمنياً من المسيّرات الإسرائيلية المتواجدة بشكل دائم في الأجواء.
كما تدهورت قدرات الحزب العسكرية بشكل كبير وتراجعت موارده المالية بعد تضييق الخناق على المنافذ الحدودية التي كان يستفيد منها لتهريب الأموال والسلاح. (العربية)