آخر الأخبارأخبار دولية

كوريا الجنوبية تضع خطة لتعويض مواطنيها الذين أجبرتهم اليابان على العمل القسري خلال الحرب العالمية


نشرت في: 06/03/2023 – 13:38

وضعت سول خطة لتعويض مواطنيها من ضحايا العمل القسري في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، حسبما أعلن الاثنين وزير خارجية كوريا الجنوبية بارك جين معلنا عن إنشاء مؤسسة لهذا الغرض لكن دون مشاركة مباشرة من طوكيو. وفيما عبّر جين عن أمله في مساهمة اليابان وتقديمها “اعتذارات كاملة”، رحب وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي بالخطة وألمح إلى أن بلاده “لن تعتذر أكثر” مما فعلته في السابق.

كشفت كوريا الجنوبية الاثنين عن خطة ترمي إلى تعويض مواطنيها الذين أجبرتهم اليابان على العمل القسري خلال الحرب العالمية الثانية، فيما تسعى سول لتعزيز علاقاتها مع طوكيو في مواجهة التواترات مع بيونغ يانغ.

وتعتبر كوريا الجنوبية واليابان حليفتين أساسيتين للولايات المتحدة في إطار الأمن الإقليمي، وفي مواجهة كوريا الشمالية. لكن العلاقات الثنائية بينهما تشهد توترا منذ فترة طويلة بسبب الاحتلال الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية بين 1910 و1945.

وحسب البيانات التي قدمتها سول، فقد سُجّل حوالي 780 ألف كوري ضمن إطار العمل القسري من قبل اليابان خلال سنوات الاحتلال الـ35، من دون احتساب النساء اللواتي أخضعتهن القوات اليابانية للعبودية الجنسية.

“مساهمات يابانية واعتذارات كاملة”

في هذا السياق، أعلن وزير خارجية كوريا الجنوبية بارك جين عن إنشاء مؤسسة لتعويض الضحايا وعائلاتهم، لكن من دون مشاركة يابانية مباشرة. وقال إنه “يأمل في أن تستجيب اليابان بشكل إيجابي لقرارنا الكبير اليوم، بمساهمات طوعية من الشركات اليابانية واعتذارات كاملة”.

وتنص خطة سول الجديدة على أن يُعهد إلى مؤسسة محلية قبول التبرعات من الشركات الكورية الجنوبية الكبرى، التي استفادت من التعويضات التي منحتها اليابان عام 1965، لتعويض الضحايا.

وقال جين أيضا إن “التعاون بين كوريا واليابان مهم للغاية في جميع مجالات الدبلوماسية والاقتصاد والأمن، في ظل الوضع الدولي الحالي الخطير والأزمة العالمية الصعبة”. معتبرا أن الخطة تتيح الفرصة لخلق “تاريخ جديد بالنسبة لكوريا واليابان، تتجاوز الخصومات والصراعات، للمضي قدما”.

في المقابل، رحب وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي بخطة كوريا الجنوبية الاثنين، وقال إنها ستساعد في “استعادة العلاقات الصحية” بين البلدين. إلا أنه ألمح على الفور إلى أن طوكيو لن تعتذر أكثر لسول، مشيرا إلى “إعلان مشترك” في 1998 أعرب فيه رئيس الحكومة اليابانية آنذاك كيزو أوبوشي عن “الندم العميق” للأضرار والمعاناة التي سببها الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية.

كذلك، تصر طوكيو على أن المعاهدة الموقعة في 1965، والتي سمحت للبلدين باستعادة العلاقات الدبلوماسية والحصول على تعويضات تبلغ حوالي 800 مليون دولار على شكل منح وقروض رخيصة، حسمت جميع المطالب بين البلدين في ما يتعلق بالفترة الاستعمارية.

من جهته، سارع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الإشادة بـ”فصل ثوري جديد من التعاون والشراكة بين اثنين من أقرب حلفاء أمريكا”. كما رحب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بـ”الإعلانات التاريخية” وأشاد بـ”شجاعة” و”رؤية” حكومتي كوريا الجنوبية واليابان.

وإثر حكم تاريخي في 2018، أمرت المحكمة العليا في كوريا الجنوبية بعض الشركات اليابانية بدفع تعويضات لعدد من الضحايا الكوريين الجنوبيين، الأمر الذي أحيا الخلافات التاريخية بين البلدين وأضر بالعلاقات بين حكومتي البلدين. وفرضت اليابان في 2019 قيودا على تصدير بعض المنتجات والمكونات الكيميائية إلى كوريا الجنوبية، ولكن من المتوقع بدء مفاوضات لرفعها.

وفي إشارة إلى حسن النية، قالت سول الاثنين إنها ستُسقط شكواها المتعلقة بهذه القيود أمام منظمة التجارة الدولية.

احتجاجات قوية من مجموعات الضحايا

وتبلورت الخلافات التاريخية بين البلدين منذ فترة طويلة حول قضية العبودية الجنسية خلال الحرب العالمية الثانية. ووفق غالبية المؤرخين، فإن حوالي 200 ألف امرأة، معظمهن ينحدرن من كوريا وأيضا من دول آسيوية أخرى بما في ذلك الصين، أُجبرن على ممارسة الجنس في بيوت الدعارة العسكرية اليابانية.

وفي 2015، توصلت سول وطوكيو إلى اتفاق يهدف إلى تسوية هذه المسألة “بشكل نهائي ولا رجعة فيه”. واعتذرت اليابان رسميا فيما تم إنشاء صندوق بقيمة مليار ين للناجين. لكن كوريا الجنوبية تراجعت بعد ذلك، بسبب عدم موافقة الضحايا وعائلاتهم.

وقال الوزير بارك جين إن الخطة الجديدة للتعويض تحظى بدعم العديد من عائلات الضحايا، متعهدا باستشارتها “واحدة تلو الأخرى” من أجل الحصول على “فهمها بصدق”. مضيفا: “إذا قارنا ذلك بكوب ماء، أعتقد بأن الكوب ممتلئ أكثر من النصف. وأعتقد بأن الكوب ستمتلئ أكثر اعتمادا على الاستجابة الصادقة من اليابان لاحقا”.

على الرغم من ذلك، أثارت الخطة احتجاجات قوية ضمن مجموعات الضحايا، التي تريد تعويضا ماليا واعتذارا مباشرا من الشركات اليابانية المعنية. وكتب ليم جاي سونغ وهو محامي عدد من الضحايا على فيس بوك الأحد: “يبدو الأمر كما لو أن روابط ضحايا العمل القسري قد تم حلها بأموال الشركات الكورية الجنوبية”.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى