آخر الأخبارأخبار محلية

جنبلاط يثبّت تموضعه الجديد.. اقرب الى الضاحية؟

أطلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مواقف مهمة امس، اظهرت بما لا يقبل الشك حجم الاستدارة الجنبلاطية التي مهد لها الرجل منذ مدة،  والتي اعادت تظهير موقع الحزب الاشتراكي بعد الانتخابات النيابية الاخيرة ونقلته، من موقع صاحب الخطاب التصعيدي في وجه “حزب الله” ، الى الساعي لبدء التقارب العلني معه.

عدة نقاط اساسية ركز عليها جنبلاط تظهر رغبته المطلقة بمهادنة الحزب وتطمينه ودعمه بثوابته،  وإن كان بنسب معينة، فرئيس الحزب الاشتراكي اعتبر ان الحزب مكوّن لبناني “ولم يأت من كوكب آخر” في موقف مواجه ومعارض للخطاب الذي يحاول اقصاء الحزب عن النسيج الاجتماعي، وهذا ما حاول الحزب رفضه بشكل مستمر.

كذلك فإن جنبلاط تحدث عن سلاح الحزب وسار بين النقاط وبحذر شديد، لكنه انتقد فكرة الحياد بشكل كامل واعاد التذكير بموقفه من اسرائيل “التي تقف على باب كل العرب” واصفا الحياد بالهرطقة السياسية، وهذا موقف بالغ التصعيد في وجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالاخص انه يأتي بعد موقف سلبي لجنبلاط من موضوع المطران موسى الحاج.

مواقف جنبلاط هذه، وغيرها ايضا من المواقف التي تناولت ملف رئاسة الجمهورية تريح “حزب الله” وتجعل زعيم المختارة الذي يجاهر بتقاربه الحذر مع الحزب، يخوض له معاركه في لبنان، ضد البطريرك الراعي وضد التطبيع وضد تنميط صورة الحزب امام الرأي العام، حتى ان موقف جنبلاط من سلاح الحزب بات يشبه موقف حلفاء الحزب المقربين، اي الذهاب الى الاستراتيجية الدفاعية بعد الحوار مع حارة حريك. 

جنبلاط تقصّد، بالتوازي مع اظهار تقاربه مع حارة حريك، اعلان اختلافه مع القوات اللبنانية، اذ مرر اكثر من انتقاد ضمني لاذع لسياستها من خلال التصويب على “خطاب القرارات الدولية” الذي كرره رئيس حزب القوات سمير جعجع اكثر من مرة في المرحلة الاخيرة، كما اكد انه لا يتفق مع “القوات”في الكثير من الامور بإستثناء الثوابت الاساسية او الخطوط العريضة.

يمهّد جنبلاط لاصطفاف سياسي عملي جديد قد تكون اولى ترجماته خلال استحقاق رئاسة الجمهورية اذ اوحى بشكل او بآخر بقابليته للاتفاق مع “حزب الله”  وحلفائه على اطار لانتخاب الرئيس من دون تدخل السفارات، ما يعني انه سيكون ممن يدفعون بإتجاه استغلال الانشغالات الاقليمية والدولية، والبدء بالمسار السياسي الجديد وعدم الوقوع في الفراغ.

اختار جنبلاط توقيت تصريحاته السياسية التطمينية للحزب بالتوازي مع حدثين، الاول  اقتراب موعد اللقاء المباشر الذي اعلن انه طلبه ببعض قياديي الحزب والثاني التوتر الحدودي الحاصل بين لبنان واسرائيل بسبب موضوع ترسيم الحدود واستخراج الغاز، والذي يسعى الحزب قدر الامكان لخلق اجماع داخلي يحضنه ويواكب التصعيد في حال الوصول الى اشتباك عسكري.
في الخلاصة فتح جنبلاط بابا واسعا للتحليل بعد كلامه امس، خصوصا وأن اعادة تموضع الرجل ستبدل الكثير من التوازنات السياسية على الساحة اللبنانية وفي المجلس النيابي الجديد. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى