عون في القاهرة اليوم.. والسلاح أولوية الحوار
ولا يمكن قراءة زيارة الرئيس عون إلى القاهرة بمعزل عن التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان، إضافة إلى التوترات المستمرة في الجنوب في ظل تصاعد الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية والتي يخشى أن تتوسع. وتولي مصادر دبلوماسية أهمية استثنائية لهذه الزيارة، خصوصا لكون مصر تاريخيا من أبرز الداعمين للسيادة اللبنانية، ولطالما شددت في مواقفها الرسمية على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1701، الذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة، وضمان عدم استخدام الجنوب كساحة لصراعات إقليمية.
لقد حافظت القاهرة دوما على سياسة ثابتة تجاه لبنان، تقوم على دعم مؤسساته الدستورية والشرعية، وتمكين الدولة من بسط سلطتها على كامل أراضيها. وقد أعاد الرئيس السيسي تأكيد هذا التوجه خلال القمة العربية التي استضافتها بغداد، مشددا على أن استقرار لبنان لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال احترام سيادته وتمكين جيشه الوطني ودعمه كركيزة أساسية للاستقرار.
وتشير المصادر إلى أن مصر لطالما نظرت إلى لبنان بوصفه أحد مفاتيح التوازن الإقليمي ولهذا، لا تتردد في دعم كل المبادرات الرامية إلى حماية وحدة لبنان وتعزيز مؤسساته الشرعية.
لا يقتصر جدول أعمال الزيارة على الشؤون السياسية والأمنية، بل يشمل أيضًا ملفات التعاون الاقتصادي والتنموي. فلبنان يسعى إلى الاستفادة من الخبرات المصرية في مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والإعمار. ويعول الرئيس عون على مصر في مد يد العون وتقديم الدعم اللازم للجيش.
ومن الملفات الحساسة التي تفرض نفسها على أي نقاش لبناني داخلي أو إقليمي، مسألة حصر السلاح في يد الدولة، ودور حزب الله في المعادلة الوطنية. وقد شدد العماد عون في تصريحات له أمس على ضرورة الالتزام بمبدأ حصرية السلاح بيد الجيش، مؤكدا أن الحفاظ على الاستقرار الأهلي يعد من الثوابت الوطنية. وقال عون إنّه لا خيار أمام حزب الله إلا القبول بمفهوم الدولة، وشدد على أن حصر السلاح ليس محصوراً بمهلة زمنية معيّنة وهو موضوع يعالج بين الأطراف اللبنانية، قائلاً: نعمل على حصر السلاح وحصر قرار السلم والحرب بيد الدولة.وترى القاهرة أن معالجة هذا الملف يجب أن تتم عبر حوار داخلي لبناني هادئ، بعيدا عن الضغوط الخارجية أو التصعيد، من أجل الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية، وان كانت تعتبر أن حصر السلاح في يد الدولة يفترض أن لا يكون هناك جدل بشأنه.
إن زيارة الرئيس عون إلى القاهرة تأتي ضمن استراتيجية لبنانية تهدف إلى توسيع قاعدة الدعم العربي للبنان، فثمة تعويل رسمي على مصر، بما تمثله من ثقل سياسي عربي ودولي، لتوفير الغطاء الدبلوماسي والدعم الاقتصادي الضروري لعبور هذه المرحلة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook