كيف تنقذ قصائد الشعر الصيني القديم خنزير البحر من الانقراض؟ – DW – 2025/5/17

في محاولة لإنقاذ أحد الأنواع المهددة بالانقراض، لجأ فريق من الباحثين الصينيين إلى قصائد الشعر الصيني القديم لمعرفة أماكن تواجد هذه الكائنات عبر التاريخ، ولرصد مشاهدات البشر لها بحسب “سي إن إن”.
كتبت مارلو ستارلينغ في مقالها في شبكة “سي إن إن” أن الباحثون قد درسوا أكثر من 700 قصيدة صينية قديمة تعود إلى عصور قديمة، ورد فيها ذكر حيوان خنزير البحر عديم الزعنفة في نهر اليانغتسي، لمعرفة متى وأين رآه الشعراء، خصوصاً وأن المعلومات المتوفرة عن تاريخ هذا الحيوان قليلة للغاية.
خنزير البحر عديم الزعانف هو خنزير البحر الوحيد في العالم الذي يعيش في المياه العذبة، وقد شهد تدهوراً في أعداده خلال العقود الأربعة الماضية.
وبقي من خنزير البحر في البرية نحو 1300 فقط، ويعيش فقط في حوض نهر اليانغتسي الأوسط والسفلي بشرق الصين، ويبذل العلماء الصينيون جهوداً حثيثة لفهم موائله بهدف الحفاظ عليه ومنع انقراضه.
بيّنت الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة بيولوجيا الحاضر أن نطاق تواجد خنزير البحر قد تقلص بنسبة 65 بالمئة خلال الـ 1200 سنة الماضية، وحدث أشد انخفاض لأعدادها في القرن الماضي.
ويعود السبب في ذلك إلى ممارسات الصيد غير القانونية، والتلوث الصناعي للمجاري المائية، وبناء السدود، واستخراج الرمال من البحيرات المجاورة، بحسب ما صرّح جيغانغ مي باحث مشارك في إعداد الدراسة لسي إن إن.
وقال مي: “بعض الصيادين الأكبر سناً أخبروني أنهم اعتادوا رؤية خنازير البحر في مناطق اختفت منها تماماً اليوم، ما أثار فضولي: أين كانت تعيش هذه الخنازير في الماضي؟”.
مصدر غير تقليدي للمعلومات
عندما بدأ فريق الباحثين بالبحث في الأرشيف والسجلات الرسمية لم يجدوا أي معلومات حول خنزير البحر، وذلك بسبب ندرة اللقاءات المباشرة بين خنزير البحر والبشر.
وعوضاً عن السجلات الرسمية، كانت المشاهدات تأتي في الغالب من صيادين محليين أو سياح التقوا به خلال رحلاتهم بالقوارب، ولهذا لجأ الباحثون إلى قصائد الشعر القديمة لعلها تحتوي على معلومات حول هذا الحيوان النادر.
قرأ الباحثون مئات القصائد التي تعود إلى عام 830 ميلادي، والتي ذكر فيها حيوان خنزير البحر، ودوّنوا أماكن تواجدها، فاحتوت هذه القصائد على معلومات دقيقة حول تواجد هذه الحيوانات، وتمكن الباحثون من رسم خريطة للمشاهدات في كل عصر، وأصبح لديهم تصوّر أفضل عن البيئات التي يمكن أن يُعاد إليها مستقبلاً.
ومن الجدير بالذكر الشعر الصيني القديم احتوى غالباً على سرد واقعي للحياة اليومية ومشاهدات الطبيعية، كما تأكد الباحثون من سيرة وخلفية كل شاعر ليتأكدوا من صحة المعلومات، ومع ذلك لا تخلو هذه القصائد من احتمال وجود أخطاء فيها.
جهود حثيثة للحفاظ على خنزير البحر من الانقراض
يتميز خنزير البحر بشكله الفريد، فلونه رمادي داكن، ويفتقر لوجود زعنفة في ظهره، وهو ما يميزه عن الدلافين، وبصفته من الثدييات، يحتاج خنزير البحر إلى الصعود إلى سطح الماء ليتنفس، مما يجعله مرئياً للبشر بحسب جياجيا ليو، أستاذة علوم التنوع الحيوي في جامعة فودان بشنغهاي.
ولأن خنزير البحر لم يكن أهمية ثقافية تاريخياً، فمن غير المرجح أن يكتب الشعراء عنه دون أن يروه فعلاً، وهو ما يدعم صحة المعلومات في قصائد الشعر التي درسها الباحثون.
ومع ذلك ينوّه الباحثون إلى إمكانية الخلط بينه وبين “بايجي” وهو نوع من الدلافين انقرض في عام 2006، ولكن البايجي أكبر حجماً ولونه أفتح، وله خطم طويل يجعل من السهل تمييزه.
وهنا تبرز أهمية حماية خنزير البحر من اللحاق بالبايجي والانقراض، خصوصاً وأن فقدان خنزير البحر سيسبب خللاً بيئيا كبيرا.
وبدأت عمليات الحفاظ على خنزير البحر منذ فترة طويلة، وتحديداً في عام 1996، حيث بدأ برنامج لتربية خنازير البحر في البيوت وإطلاقها في البرية، وهو ما بدأ يؤتي ثماره بالفعل.
كما أوضح مي لـ “سي إن إن” أن أعداد خنازير البحر بدأت ترتفع لأول مرة منذ سنوات، ويعود الفضل في ذلك إلى سياسات الحماية مثل حظر الصيد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook