من خلال صورتك.. الذكاء الاصطناعي يكشف عمرك البيولوجي – DW – 2025/5/9

كشفت مجلة “لانسيت ديجيتال هيلث” العلمية الشهيرة الخميس (الثامن مايو/أيار 2025) عن أن الذكاء الاصطناعي يوفر، من خلال صورة بسيطة، إمكانية عرض العمر البيولوجي للجسم والذي لا يشكل تاريخ الميلاد بالضرورة مؤشرا له.
وأُخضع “فايس ايدج” FaceAge لتدريب باستخدام عشرات الآلاف من الصور. وقد تمكّن خصوصا من التوصل إلى أنّ مرضى السرطان يكونون أكبر سنا بخمس سنوات في المتوسط، من وجهة نظر بيولوجية، من الأشخاص الأصحاء. يتزايد اعتقاد العلماء بأنّ العمر البيولوجي، أي عمر خلايا الجسم، يختلف عن العمر الفعلي للشخص.
وفي دراستهم المنشورة في مجلة “لانسيت ديجيتال هيلث”، يشير الباحثون إلى أن تطبيق “فايس إيدج” يساعد الأطباء في تحديد قدرة المريض الفعلية على تحمل العلاجات القوية بشكل آمن، أو اختيار بدائل أقل حدة إذا لزم الأمر. يقول ريموند ماك، أحد المشاركين في الدراسة والمتخصص في الأورام في مستشفى “ماساتشوستس جنرال بريغهام” التابع لجامعة هارفارد: “فرضيتنا هي أن +فايس إيدج+ يمكن استخدامه كمؤشر حيوي في علاج السرطان لقياس العمر البيولوجي للمريض ومساعدة الطبيب في اتخاذ القرارات الصعبة”.
واضاف، إذا كان رجل يبلغ من العمر 75 عامًا وعمره البيولوجي 65 عامًا، وشخص آخر يبلغ 60 عامًا وعمره البيولوجي 70 عامًا، قد يكون العلاج الإشعاعي الجراحي مناسبًا للأول وغير مناسب للثاني. ويمكن استخدام نفس المنطق لاتخاذ قرارات متعلقة بجراحة القلب، أو الأطراف الاصطناعية للورك، أو الرعاية في مرحلة الشيخوخة.
يتقدم البشر في العمر بمعدلات مختلفة بناءً على جيناتهم، والتوتر الذي يختبرونه، ومدى ممارستهم الرياضة، وبعض العادات مثل التدخين أو شرب الكحول. ورغم أن اختبارات جينية مكلفة يمكنها رصد تآكل الحمض النووي مع مرور الوقت، فإن “فايس إيدج” يوفر بيانات استنادًا إلى صورة سيلفي بسيطة. تم تدريب هذه الأداة على 58851 صورة لأشخاص بالغين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا ويتمتعون بصحة جيدة، تم اختيارهم من بيانات عامة. ثم تم اختبار الأداة على 6196 مريضًا بالسرطان في الولايات المتحدة وهولندا، من خلال صور تم التقاطها قبل العلاج الإشعاعي مباشرة. وكانت النتيجة أن المرضى الذين يعانون من أورام خبيثة كانوا أكبر سنًا بحوالي 4.79 سنوات مقارنة بأعمارهم الزمنية
وفيما يتعلق بمرضى السرطان، كلما ارتفع هذا الرقم، انخفضت فرص البقاء على قيد الحياة، حتى بعد الأخذ في الاعتبار العمر الفعلي والجنس ونوع الورم. ويزداد الخطر بشكل كبير لدى أي شخص يتجاوز عمره البيولوجي 85. أما بالنسبة لـ “فايس إيدج”، فإن العلامات المرتبطة عادة بالشيخوخة مثل الشعر الرمادي أو الصلع تعتبر أقل أهمية من التغيرات الدقيقة في عضلات الوجه، مما يساعد الأداة على تحسين دقة الأطباء في تقييم الحالات.
وقد دُعي ثمانية أطباء لمعاينة صور لمرضى سرطان في مرحلة متقدمة، وتخمين من سيموت خلال ستة أشهر. وكان معدّل نجاحهم أعلى بقليل من تقييم تقريبي، لكن مع بيانات “فايس إيدج”، تحسّنت توقعاتهم بشكل كبير. وعلى هامش ذلك، قدّر “فايس إيدج” العمر البيولوجي للممثل بول رود بـ43 عامًا استنادًا إلى صورة التقطت له عندما كان عمره 50 عاما.
ورغم التقدم التكنولوجي الكبير، تتعرض أدوات الذكاء الاصطناعي أحيانا لانتقادات بسبب اهتمامها الأكبر بالأشخاص البيض. لكن ريموند ماك، المشارك في الدراسة، أكد أنه لم يجد أي تحيّز عنصري كبير في ما توقّعته “فايس إيدج”.
وتواصل المجموعة أيضًا عملية التدريب على 20 ألف مريض لنموذج من جيل ثان.
لكن، كما هي الحال مع العديد من التقنيات، قد يثير هذا التقدم التكنولوجي مخاوف تتعلق باستخدامه من قبل شركات التأمين أو أصحاب العمل الذين يسعون إلى تقييم المخاطر بشكل أفضل. ولذا، يدعو هوغو أيرتس، المشارك في إعداد الدراسة ورئيس قسم ماساتشوستس جنرال بريغهام”، إلى “ضمان استخدام هذه التقنيات فقط بما يخدم مصلحة المريض”.
تحرير: عبده جميل المخلافي
مصدر الخبر
للمزيد Facebook