آخر الأخبارأخبار محلية

بعد توقيف خلية إرهابية في النبطية: ما الدلالات؟ وما علاقة “الجهات الخارجية”؟

“خلايا إرهابية في النبطية؟”. بعد أن تمكن أمن الدولة من توقيف عناصر خلية تنتمي لتنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة النبطية في بداية الأسبوع، والضجة التي رافقت وفاة موقوف” تحت التعذيب” استغرب بعض المواطنين هذا الامر متسائلين: “هل يمكن أن تجرؤ خلايا إرهابية وتتواجد في هذه المنطقة”؟خصوصًا وأنها تقع تحت سيطرة حزب الله الذي يعلم “النملة وين مخباية”. 

لم يمر هذا الخبر مرور الكرام في ظل الحديث عن أنّ الوضع الأمني شديد الدقة والحساسية، والقوى الأمنية تبقى العين الساهرة لمنع أي توغل أو عملية إرهابية في لبنان. 
لا يستبعد الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر تواجد خلايا تابعة لـ”داعش” في مناطق يسيطر عليها حزب الله، خصوصًا وفق ما قال لـ”لبنان 24″ إن “الخلايا الإرهابية هي خلايا سرية وتعلم أن كل أجهزة الأمن تلاحقها”. 

وفي قراءته للحادثة يقول: “قد يكون هناك بعض الإسلاميين وحتى من الطائفة الشيعية الناقمة متوغلة في هذه المناطق وصحيح أنهم قلائل ولكن خطيرون”، مشيرًا إلى أنه “قد يكون هناك خلايا إرهابية أكثر بانتظار الظروف المتاحة لاستكشافها”. 
ويضيف مؤكدًا أن “داعش لم ينته فهو لا يزال متواجدًا بالأخص في سوريا والعراق وهناك عدد من اللبنانيين المنخرطين في صفوفه، ولذلك من المرجح بين حين وآخر كشف خلايا إرهابية في لبنان”، مستبعدًا “انتشار خلايا لداعش أو الفكر الداعشي في لبنان مجددًا بشكل كبير لأن البيئة اللبنانية لا تشجع على سياسة الموت، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذي يغرر بهم”. ويقول: “صحيح أن لدينا أزمة سياسية ومعيشية ولكن اللبناني يفضل أن يفتش عن سبل أخرى غير الإرهاب كالهجرة مثلًا”. 
في السياق، يشكك الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب بوجود خلايا إرهابية في المناطق التابعة لحزب الله، قائلًا لـ”لبنان 24″: “من الذي يجرؤ وينظم خلية إرهابية في النبطية فحتى الشيوعيون حركتهم محدودة في المناطق التابعة لحزب الله”. 

ولا ينكر ملاعب أن الساحة اللبنانية باتت هشة إلى حد ما وبإمكان الإرهاب التوغل داخلها، قائلًا: “في الماضي كان هناك قبضة أمنية جيدة والأمور ممسوكة إلى حد ما. أما اليوم فتغير الوضع بسبب تردي الوضع الاقتصادي بالأخص على المؤسسات الأمنية التي تحولت وظائف المنتسبين إليها إلى عمل “أوفر تايم” ولم يعد الموظفون يعتمدون عليها” ولذلك فمما لا شك فيه وفق رأيه أن الساحة اللبنانية أصبحت خصبة لتوغل الإرهاب من جديد داخلها، من دون أن يرى مصلحة لداعش بالتوغل حاليًّا، إلا في حالات معينة مرتبطة بالوضع الإقليمي. 
ويوضح قائلًا إنه “بغض النظر عن الوضع الأمني فالقوى السياسية “قامت بالواجب” وأوصلت البلاد إلى حافة الانهيار ولا داعي لداعش لأن يتوغل داخل الأراضي اللبنانية لكي يتسبب بانهيار البلد فالتدهور السياسي كاف”، مشيرًا إلى أن داعش مثلًا وُجّه إلى سيناء وفجر خط الغاز العربي 13 مرة وفي ليبيا أيضاً فكان لداعش دور ومصلحة، ولكن في لبنان هل يوجد دور لداعش في ظل انهيار البلاد”؟، مجيبًا: “إذا كان له دور فإن الأرض خصبة لذلك”. 
في الإطار، يوضح ملاعب أن “لبنان حاليًّا يمثل مركز إعداد وتجنيد لداعش بسبب حالات الفقر وغياب فرص العمل للشباب ومن الممكن أن تكون هناك جهات خارجية تستغل الفقر الموجود وتجند لصالح داعش خارج لبنان والخوف أنه حين يعود هؤلاء إلى لبنان من القتال من الممكن أن ينظموا نفسهم في خلايا لتنفيذ عمليات إرهابية داخلية. 
يذكر أنه في صيف عام 2017، تم خوض معركة باسم “فجر الجرود” ضد تنظيم “داعش”، تحررت إثرها المناطق الشرقية المحاذية للحدود مع سوريا حينها من الوجود الإرهابي. 
 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى