إذا لم تتم الملاحقة.. ما سيحصل للقمح في لبنان بعد 15 أيار خطير جداً!

لن يسلم القطاع الزراعي من التحديات الجمّة التي ستلاحقه طيلة الفترة المقبلة، وهو القطاع الذي عانى ما عاناه بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان والتداعيات التي نجمت عنها. واشتدّت الأزمة بفضل الإنخفاض الكبير بمعدل الأمطار وسيطرة الجفاف على مناطق زراعية واسعة. ولكن ما سيحصل بعد 15 أيار، سيقلب الطاولة رأساً على عقب في ما يتعلق بإنتاج القمح في لبنان.
قبل أيام، دقّ رئيس نقابة مزارعي القمح والحبوب في البقاع نجيب فارس ناقوس الخطر، داعياً في بيان لضرورة وضع خطة طوارىء زراعية في ما يخص زراعة الحبوب، لا سيما البعلية منها نتيجة في البقاع الغربي وراشيا والبقاعين الأوسط والشمالي وبعلبك الهرمل.
وأكد فارس في حديث صحافي له أن كل الزراعات تأذت لا سيما زراعة القمح لأنها تعتمد على مياه الأمطار، علماً ان كل المنتوجات تأخّرت لا سيما الخيار والبصل والخضار التي سترتفع كلفة انتاجها بنسبة 30 او 40% بسبب الحاجة للمحروقات.
كما شدد على أن إنتاج القمح انخفض ما بين 25 و 40% نتيجة اعتماد الزراعات في بعلبك الهرمل والبقاع الأوسط والغربي الأمطار في ظل غياب الآبار الإرتوازية فيه، معرباً عن تخوفه من إرتفاع أسعار الخضار والفواكه والقمح.
وعلى خط آخر، حذّر فارس من حشرة السونا التي ستأتي على مزروعات القمح بعد 15 ايار، موضحاً أنه تمّ إخطار وزارة الزراعة لتكون على أقصى جهوزية.
وفي هذا الإطار، حشرة “السونا” هي آفة زراعية خطيرة تصيب محاصيل القمح والشعير في لبنان، وتسبب أضرارًا اقتصادية كبيرة للمزارعين. تتميز هذه الحشرة بقدرتها على التكاثر السريع والانتشار الواسع، مما يجعل مكافحتها أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الإنتاج الزراعي.
ويفرز هذا النوع من الحشرات إنزيمات هاضمة تؤثر مباشرة على تركيبة الحبة، مسببة تحللاً جزئياً للغلوتين، الأمر الذي ينعكس سلباً على جودة الطحين والعجين.
ففي العام 2024، أشار رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع، إبراهيم الترشيشي إلى أن الحشرة بدأت تجتاح حقول القمح بشكل يدعو إلى القلق.
ووفقًا لوزارة الزراعة، بدأت الفرق الفنية بالكشوفات الميدانية في حقول القمح في محافظات بعلبك-الهرمل، عكار، والبقاع منذ أوائل شهر آذار 2024. أظهرت النتائج وجود ثلاث حشرات في المتر المربع، وهو أقل من الحد الحرج الذي حددته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (5 حشرات في المتر المربع) . لذلك، لا توصي الوزارة ببدء عمليات المكافحة قبل تجاوز هذا الحد، حفاظًا على التوازن البيئي.
إلا أنه بشكل عام، تتم مكافحة حشرة السونا الخطيرة في لبنان عبر رش المبيدات الزراعية باستخدام طوافات الجيش تحت إشراف مهندسي وزارة الزراعة. ومع ذلك، تواجه الوزارة تحديات في جذب العروض لشراء المبيدات اللازمة، حيث لم يتقدم أي ملتزم للمناقصات التي أُطلقت منذ آب 2023، وآخرها في نيسان 2024.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook