الوكالة الوطنية للإعلام – ندوة مشتركة السفارة الايطالية و LAU حول “إعادة الاعمار بعد الحرب”

وطنية – نظمت كلية العمارة والتصميم في الجامعة اللبنانية الاميركية – LAU بالتعاون مع سفارة إيطاليا والمركز الثقافي الايطالي ندوة ومعرضا بعنوان: “إعادة الإعمار بعد الحرب: أدوات لما بعد”،. في مقاربة جديدة وعصرية تهدف الى استكشاف مواد بيئية بديلة وطبيعية، تندرج ضمن تحول ثقافي أوسع نحو ممارسات بناء وإعادة تأهيل مستدامة للافادة من الواقع الذي افرزته الحرب.
واقيمت الندوة والمعرض في قاعات كلية العمارة والتصميم في مبنى الجزائري في حرم بيروت، برعاية السفير الايطالي فابريتسيو مارتشيلي وحضوره والمديرة العامة لوزارة الصناعة المهندسة شانتال عقل ممثلة وزير الصناعة جو عيسى الخوري، مدير المركز الثقافي الايطالي انجيلو جووي، رئيس الجامعة الدكتور شوقي عبدالله، عميد كلية العمارة والتصميم الدكتور ايلي حداد واساتذة ومهتمين وطلاب.
دكاش
أستهل النشاط بتقديم من منظم الحدث الدكتور مارون دكاش الذي شكر الباحثين والخبراء من الجامعة وغيرها من مراكز الابحاث على مستوى لبنان والعالم على “مشاركتهم في الندوة التي ستناقش البدائل الايكولوجية والطبيعية من اجل ثقافة وممارسات إعمار وإعادة تأهيل مستدامة تلتزم معايير المدن والهندسة المعمارية المستدامة”.
واعتبر دكاش ان “مشكلة المدن المدمرة تكمن في فقدان المواطنين للذاكرة وخسارة الأشياء والمعالم، وتاليا فإن إعادة بناء صورة المدينة كما كانت قبل الدمار تعني محو حقبة من التاريخ”، وشدد على “اهمية التغيرات الحضرية الاجتماعية والاقتصادية في مرحلة ما بعد الدمار لأنها أساسية لتطور المجتمعات”، وتوقف عند “إمكانية تصميم “مكان” حيث يمكن للتنوع والتعددية الاجتماعية والثقافية اكتشاف آفاق جديدة، لإن إعادة الإعمار فرصة لإعادة تشكيل الزمن، من خلال التطرق إلى الماضي والحاضر في تصميم مساحات مدنية جديدة قادرة على احتضان التنوع وخلق آفاق جديدة”.
مارتشيلي
وتحدث السفير مارتشيلي عن الغرض من الندوة لجهة “التفكير بشكل جاد في إعادة إعمار لبنان بطرق أكثر ذكاء واستدامة”، وطرح نظرة جديدة على كيفية “بناء الحواضر اللبنانية المدمرة والعيش فيها”، وشدد على “الحاجة الى أفكار ومواد وعقلية جديدة، وإعادة البناء بشكل أفضل، لإنشاء مبان ومساحات أكثر صحة وتكيفا وترابطا مع البيئة والمجتمع المحيط بها”.
واعتبر ان “ما تقدمه إيطاليا ليس نهج إعادة الإعمار التقني فحسب بل هو إنساني بعمق، مبني على عقود خبرة في إعادة بناء المدن والمجتمعات في أعقاب الكوارث الطبيعية والتحديات الاقتصادية”، ورأى أن “البنية التحتية للهندسة المعمارية والأماكن العامة ليست مجرد هياكل مادية بل تعبير عن الهوية والانتماء”، ولفت الى أن “نهج إيطاليا في لبنان هدفه تحويل الكلام إلى عمل، بدءا من إعادة تأهيل محطة مار مخايل التاريخية الى تجديد النافورة في منطقة فردان، وتشارك الخبرة الإيطالية من أجل مستقبل حضري أكثر شمولية واستدامة”، وقال: “نحن هنا معكم، إيطاليا ليست فقط صديقة للبنان في أيام الحرب، إنما هي معكم في تصور المستقبل وبنائه معا”.
وتناولت اعمال الندوة الاولى بعنوان “المدن المستدامة” ادارتها الدكتورة رامونا عبدو وعرضت لموضوع: “العيش خارج الأرض: تصميم الحياة في المجهول” وتحدثت عنها الباحثة الايطالية فالنتينا سوميني من جامعة بوليتكنيك ميلانو. وموضوع “نقل الأشخاص في بولونيا (ايطاليا): بنية تحتية مستدامة بين التكنولوجيا والهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية” وتحدثت عنه الاستاذة في ميلان فيرجينيا كوربيزيرو من “استديو جيني”. وفي موضوع “من الأيدي إلى الموائل: التصنيع الحيوي لدعم التعايش بين الأنواع المتعددة والاستدامة المجتمعية” تحدثت عنه المهندسة المعمارية الحيوية الايطالية سيلينيا مارينيللي. اما الندوة الثانية فتناولت “هندسة العمارة المستدامة” وادارتها الدكتورة صوفي خياط وعرضت لمواضيع: “الأرض الخام في العمارة المعاصرة: الاستدامة والابتكار”وتحدثت عنها الدكتورة الايطالية الخبيرة في فن العمارة مادلينا فيراريسي. وموضوع “إنشاءات بالات القش: ابتكار مستدام في الهندسة المعمارية” للخبيرة الايطالية باربرا ناريتشي. وموضوع “أروندو: طريقة جديدة لفهم البنية والطبيعة والوظيفة والمشاركة والفضاء والاجتماعية” وتحدثت عنها الخبيرة الايطالية كريستينا سيتي. وموضوع “BooTech، أداة معمارية لما بعد” للخبير الذائع الصيت في هندسة البناء بواسطة نبات البامبو الايطالي موريسيو كارديناس لافيردي. واختتمت الندوتان بملاحظات ختامية للعميد الدكتور ايلي حداد.
أما المعرض الذي تضمن عروضات متلفزة وشروحات عن احدث الابتكارات الايطالية في عالم البناء الحديث، فقد أستهل بكلمة العميد حداد الذي رحب بالحضور، وتقدم بشكر خاص للسفارة الايطالية على التعاون، وتمنى إستمراره وتطويره وصولا الى تبادل الطلاب. وخص بالشكر الدكتور مارون دكاش على الجهود التي يبذلها لما فيه مصلحة الطلاب والجامعة.
ورحب رئيس الجامعة الدكتور شوقي عبدالله بالحضور والاصدقاء الايطاليين والتعاون القائم مع الجامعة، وقال ان LAU “سعيدة بذلك لا سيما أنه ليس هناك افضل من ايطاليا لمساعدة لبنان على إعادة الاعمار وخصوصا كلية العمارة والتصميم في الجامعة، وهي المكان المناسب لترجمة هذا التعاون علميا تمهيدا لتطبيقه عملانيا”. وتوقف عند “اهمية التعلم من الايطاليين وتجربتهم الغنية في حفظ التراث والثقافة خصوصا في منطقة الجنوب اللبناني”، ورأى “اهمية قصوى لعدم العودة الى الانماط القديمة في اعادة البناء بل العمل من اجل دمج المؤثرات البيئية والعمرانية الحديثة وصولا الى افضل النتائج”.
واشار الى “فن العمارة اللبناني المستوحى من فن العمارة الايطالية”، وحض اللبنانيين على “التعلم من الايطاليين رواد فن العمارة في العالم”.
وخلص عبدالله الى “اهمية إنخراط الجامعة مع محيطها وبيئتها وتفاعلها معهم، وأن (LAU) كانت منذ 100 عام وستبقى هنا بعد مئة عام أخر وواجبها ورسالتها يدعوانها الى الاهتمام بكل هذه التفاصيل”.
كما القى مدير المركز الثقافي انجيلو جووي كلمة، تحدث فيها عن “التعاون في مجال اعادة الاعمار وفي مجالات عدة اخرى”، وحض على التفكير في “كيفية مساعدة لبنان على النهوض بعد الحرب”.
=====م.ع.ش.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook