رياضة

هل يعود برشلونة للتألق مجددا في الميادين الأوروبية أم سيتلاشى بريقه القاري للأبد؟


نشرت في:

الصفعة القاسية التي وجهها بايرن ميونيخ الثلاثاء إلى برشلونة بعقر داره في افتتاح دوري أبطال أوروبا، حيث انهزم بثلاثية نظيفة، أكدت مرة أخرى أن النادي الكاتالوني يمر في مرحلة عاصفة، تحول فيها ملعبه “كامب نو” إلى أرض مستباحة من قبل الأندية الأوروبية بعد أن كان حصنا منيعا، تهاب اللعب فيه الفرق الكبرى. لقد تأثر النادي الإسباني كثيرا على مستوى الأداء وكذلك النتائج مع رحيل نجمه السابق ليونيل ميسي إلى باريس سان جرمان، والسؤال الذي يطرحه الجميع اليوم، إن كان بيكيه وأصدقاؤه قادرين في الفترة المقبلة على التألق من جديد في الميادين الأوروبية، أم أن الفريق سيفقد بريقه القاري للأبد؟

تلقى برشلونة صفعة ثانية على يد بايرن ميونيخ الألماني، كانت موجعة على غرار نظيرتها السابقة التي انهار فيها الفريق الكاتالوني في 2020 بموجب ربع دوري أبطال أوروبا بثمانية أهداف مقابل هدفين. وجاءت هذه الصفعة الجديدة مساء الثلاثاء أمام جمهوره في افتتاح هذه المنافسة القارية لهذا العام بثلاثية نظيفة.

هذه النتيجة جاءت لتؤكد أنه ربما سيدفع الثمن غاليا على رحيل نجمه السابق ميسي من صفوفه، وتدفع مراقبين إلى التساؤل إن كان النادي الإسباني قادرا في المدة المقبلة على الاستمرار في التألق على الميادين الأوروبية، أم أنه فقد بريقه القاري؟

فريق يتيم

وجد العملاق الكاتالوني نفسه يتيما من دون نجمه الأسطوري الأرجنتيني ليونيل ميسي المغادر إلى باريس سان جرمان الفرنسي هذا الصيف، وتعايش مع واقع أليم يعكس تخبطه حيث لم يفز بأي مباراة في دوري الأبطال الأوروبي منذ تغلبه في 2 كانون الأول/ديسمبر 2020 بثلاثية نظيفة على فرنتسفاروش المجري المتواضع.

لم يعد ملعب “كامب نو” ذلك الحصن المنيع الذي تهابه الأندية الإسبانية والأوروبية على السواء، وصار أرض مستباحة، لا يشعر معها كبار الفرق بالخوف من اللعب على أرضه.

خسر برشلونة مبارياته الثلاث الأخيرة في المسابقة القارية الأم، واهتزت خلالها شباكه 10 مرات، فيما لم يعرف طريق مرمى منافسيه سوى مرة واحدة! كما أكدت الخسارة بثلاثية نظيفة الثلاثاء أمام بطل الدوري الألماني في المواسم التسعة الماضية، بعد عام من مباراة الذل 2-8 في ربع نهائي لشبونة موسم 2019-2020، ما كان يخشاه كُثر وما كان يتم تداوله في الكواليس.

وتشير الأرقام إلى أن برشلونة لم يستهل حملته الأوروبية بخسارة في عقر داره منذ عام 1997، والسقوط أمام نيوكاسل يونايتد الإنكليزي 2-3، أي منذ 24 عاما. وهي المرة الأولى في تاريخه بدوري الأبطال ينهي برشلونة إحدى مبارياته من دون أن يسدد أي كرة بين الخشبات الثلاث لمنافسه.

“لسنا من أبرز المرشحين”

تردد صدى زلزال هزيمة الثلاثاء في الصحافة المدريدية والكاتالونية، فعنونت صحيفة “ماركا” الأكثر انتشارا في إسبانيا صباح الأربعاء “برشلونة المسكين”، فيما كتبت صحيفة كاتالونيا الرياضية على خلفية سوداء “حقيقة حزينة”.

وحذت الصحيفة الرياضية الكاتالونية “اسبورتيو” حذو نظيرتها فعنوت “بعيد، بعيد جدا”.

تحدث مدافع وأيقونة برشلونة جيرار بيكيه عن عجز فريقه عن مقارعة العملاق البافاري مع صافرة نهاية المباراة، قائلا “الأمر هكذا، ونحن ما نحن عليه. في الوقت الحالي، صحيح أن الأمور معقدة. اليوم، هناك فارق واضح، الأمر ظاهر. من أجل أن أكون صريحا، اليوم لسنا من بين أبرز المرشحين” للمنافسة على لقب مسابقة دوري الأبطال.

وبحسب وسائل إعلام كاتالونية، عقد رئيس برشلونة جوان لابورتا والمقربون منه اجتماعا طارئا في مكاتب ملعب “كامب نو” في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، بعد المباراة، للتباحث بما حصل من دون أن يتم الإعلان عن أي قرار في الوقت الحاضر.

الأمل معلق على الطاقات الشابة

هل يجب علينا أن ندفن برشلونة حيا أو من الممكن أن ننتظر بارقة أمل؟ ربما بإمكاننا القول أن النادي الكاتالوني لعب ورقة الحظ السيء قبل مواجهته الأوروبية أمام بايرن.

خسر برشلونة نجمين من العيار الثقيل خلال سوق الانتقالات الصيفية “ميركاتو”، مع رحيل “البرغوث” الصغير ميسي إلى العاصمة الباريسية وعودة المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان إلى فريقه السابق بطل “لا ليغا” أتلتيكو مدريد على سبيل الإعارة. كما اكتظت عيادة الفريق بالمصابين أمثال أنسو فاتي والفرنسي عثمان ديمبيليه والأرجنتيني سيرخيو أغويرو والدانماركي مارتن برايثوايت…

لم يعد بإمكان الحرس القديم على غرار جوردي ألبا الذي خاض اللقاء أمام بايرن ميونيخ مريضا، وأصيب لاحقا وسيرجيو بوسكيتس المنهك وسيرجي روبرتو الذي خرج تحت وابل من صافرات الاستهجان أن يحملوا الفريق بمفردهم على كاهلهم.

في وقت، ما زال الجيل الجديد يحتاج للوقت لتحمل العبء على غرار إريك غارسيا الذي اضطلع بدور في هدف توماس مولر، وريكي بوتش وأوسكار مينغيسا (22 عاما لكل منهما) وبابلو مارتن غافيرا “غافي” (17) وبيدري وأليكس بالدي والنمساوي يوسف دمير (18 عاما لكل منهم) والأمريكي سيرجينو ديست (20) أو حتى الأورغوياني رونالد أروخو (22)… كل هذه الأسماء ما زالت تحتاج لصقل مواهبها وللمزيد من الخبرة داخل المستطيل الأخضر من أجل مقارعة كبار أوروبا واللعب على أعلى المستويات.

قال بيكيه مساء الثلاثاء “مع لاعبينا الصغار سينتهي بنا الأمر منافسين. سيكتسبون الخبرة، وفي نهاية الموسم سترون…”.

غير أن هذه الكلمات، لا يمكن أن تجد طريقها داخل الملعب ضمن منافسات المجموعة الخامسة، حيث لم يعد برشلونة يملك ترف ارتكاب أي دعسة ناقصة أمام بنفيكا البرتغالي ودينامو كييف الأوكراني.

 

فرانس24/ أ ف ب 


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى