تصعيد السلاح رسالة للداخل والدولة… واستنساخ مرحلة 2006

قرار “حزب الله” برفض البحث في سلاحه، وتلويح أمينه العام بخيارات مفتوحة إذا لم ينجح الخيار الديبلوماسي، ينطلق من اعتبارات تتعلق بجمهوره وببيئته، وليس من موقع قوة في مواجهة إسرائيل التي تتسلح بالذرائع لمواصلة حربها العدوانية، لكنه يقيّد الدولة لجهة قدرتها على التحرك ديبلوماسياً أو بأي أشكال أخرى لسحب الاحتلال، فهذا السلاح ليس له اليوم، وفق المصدر حيثية مرتبطة بمواجهة إسرائيل، كما كان في فترات سابقة رغم أنه وظف لحسابات إقليمية، ولذا فالكلام عن انجازات المقاومة في ضوء ما حل بالبلد جراء الحرب وما تعرض له الحزب من ضربات هو هروب من الواقع، بعدما وافق الحزب على اتفاق وقف النار ببنوده الـ13 التي لم تأت لا لمصلحته ولا لمصلحة لبنان باستثناء أنه أوقف الحرب.
وعلى رغم التصعيد، أعلن قاسم التزام الحزب وقف اطلاق النار، لكن من مفهومه أنه حصل نتيجة صمود المقاومة، وهو بذلك يسوّغ موقفه من السلاح باعتبار أن ما حدث هو انتصار، لكن إذا كان الحزب يلتزم الاتفاق وشروطه، فهو ملزم أيضاً بتنفيذ بنوده وفقاً للقرار 1701، ومن بينها تسليم السلاح إلى الجيش، أما إصرار الحزب على رفضه، فذلك يشكل نقطة ضعف له وليس قوة، طالما أنه لا يستطيع استخدامه ضد الاحتلال إن كان في جنوب الليطاني أو في شماله. أما إذا قرر الحزب انهاء صبره وفق قاسم، فلا يعني ذلك أنه قادر على الرد على الاعتداءات الإسرائيلية التي تتحجج بالذرائع، ولذا إذا كانت المقاومة موقف وفق قاسم، فإنه يجب أن يقدم المصلحة اللبنانية على أي حسابات إقليمية.
المعادلة اليوم باتت واضحة، طالما أن التصعيد موجه إلى الداخل وليس لإسرائيل، فالدولة لا تدعو إلى نزع السلاح بالقوة، والجيش ليس بوارد خوض صراع مع الحزب، فإذا انتهى السلاح في هذه المنطقة، لا يعود له أي وظيفة في شمال النهر إلا بصفته قوة في الداخل. وهذا التصعيد يؤدي إلى إضعاف الدولة، ولا يترك أي خيار للبنانيين للتفكير في الأساليب والطرق التي ستتشكل لاحقاً لطرد الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook