القوّات في مواجهة حزب الله أم القوى المسيحية؟

أولى هذه الجبهات هي جبهة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، الذي ترى فيه “القوات” تهديدًا محتملًا على زعامتها المسيحية، خاصة وأنه يملك رصيدًا من الثقة لدى المجتمع الدولي والأوساط المحلية والمسيحية تحديدا. من هنا، تسعى “القوات” إلى تصويره كشخص ضعيف أمام “حزب الله” ، بما يعرقل أي مسار قد يؤدي إلى بروزه زعيما عابرا للتكتلات السياسية المسيحية، وهذا ما يضعف رئيس “القوات” تلقائياً وهو الساعي دائما لكي يكون المرشح الطبيعي لرئاسة الجمهورية.
أما الجبهة الثانية، فهي “التيار الوطني الحر”، الحليف السابق ل”حزب الله”، والذي يعيش مرحلة من التراجع السياسي والشعبي. تسعى “القوات” إلى ضرب هذا” التيار” في صميم خطابه السياسي، عبر التقدم بخطاب أكثر حدة لا يستطيع “التيار” مجاراته، في ظل محاولاته الحفاظ على توازن هش بين تحالفه القديم مع الحزب وطموحه باستعادة شرعيته المسيحية. هذا التصعيد من قبل “القوات” قد يسهم في مزيد من تفكيك التيار وإضعافه أمام جمهوره.
في المقابل، يظهر أن “القوات” تسعى أيضًا إلى تجاوز “حزب الكتائب اللبنانية”، الذي تبنى في الأشهر الماضية خطابًا توحيديًا، من دون التخلي عن الثوابت السياسية. تدرك “القوات” أن هذا النوع من الخطاب قد يجذب شريحة من المسيحيين الساعين إلى خطاب عقلاني ومتزن، وهو ما يجعلها تميل إلى خطاب أكثر تصعيدًا في محاولة لحشد الشارع حولها وإظهار نفسها كصاحبة القرار والمواجهة.
أما بالنسبة لحزب الله نفسه، فلا يبدو أن خطاب “القوات” يحقق أي تأثير عملي عليه. فالقوات لا تملك أي تماس مباشر معه، لا على المستوى الشعبي ولا على المستوى الجغرافي، كما أن قدراتها داخل بنية السلطة محدودة، ما يجعل “الحزب” يتعامل مع تصعيدها كجزء من الضجيج السياسي الاعتيادي، لا أكثر.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook