عزلة الألعاب الالكترونية.. حين يتحول المراهقون إلى غرباء عن واقعهم

واعتبرت أن العزلة غير الطبيعية ترتبط بشكل مباشر بكمية الوقت الذي يقضيه المراهق على الألعاب، بالترافق مع أعراض أخرى مثل التوتر الدائم والقلق والعصبية الزائدة.
وقالت سعادة إنه في بعض الحالات السطحية، وبفضل وعي الأهل وتحرّكهم السريع لإنقاذ أولادهم، من الممكن أن يبقى المراهق بعيداً عن العزلة والتغيّر الكبير بالسلوكيات، وأن يبقى منخرطاّ بالأنشطة الأخرى التي كانت تهمه سابقًا، مثل الهوايات، الواجبات المدرسية، أو حتى قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.
واعتبرت أن السبب الأساسي الذي يدفع المراهقين إلى الهروب نحو الشاشات، هو الهروب من الواقع ومن شعور الفراغ الذي يشعرون به في معظم الأحيان لأسباب عدّة ومنها المشاكل العائلية وانفصال الوالدين، مشيرة إلى أن المراهق بطبيعته يميل إلى الإندفاع وليس إلى تحليل تصرفاته لإصلاحها، خاصة وأن الشعور بالإنتماء إلى مجموعة معينة أمر يجذب الأولاد في عمر المراهقة.
لا تقتصر آثار الإدمان على العزلة وحسب، بل تتعداها لتشمل تغيرات سلوكية ونفسية جذرية. قد يصبح المراهق الذي كان هادئًا أكثر عصبية وعدوانية، خاصة عند محاولة منعه من اللعب.
ومن أبرز التغيرات السلوكية نوبات الغضب، إذ يصبح المراهق سريع الانفعال ويصاب بنوبات غضب شديدة إذا ما قوطع أثناء اللعب أو طلب منه التوقف.
كما قد يلجأ المراهق إلى الكذب أو إخفاء وقت لعبه لتجنب المواجهة مع الأهل، مما يهز الثقة الأسرية، فضلاً عن تراجع أدائه الأكاديمي بشكل ملحوظ بسبب قلة التركيز على الدراسة وإهمال الواجبات المدرسية.
فضلاً عن ذلك، السهر لوقت متأخر للعب يؤثر على نمط النوم، مما يؤدي إلى الإرهاق خلال النهار وصعوبة التركيز في المدرسة.
كما قد يعاني المراهق من مشاكل نفسية وجسدية سببها هذا الإدمان على الألعاب الالكترونية، قد تصل إل التبّول الليلي اللاإرادي ما قد يسبب إحراجاً لدى المراهق، وبالتالي تفاقم حالته النفسية سوءاً.
ولأن طريق التعافي من إدمان الألعاب الإلكترونية يتطلب وعيًا وجهدًا جماعيًا ومسؤولية مشتركة، يجب على الأهل وضع حدود واضحة ومراقبة محتوى الألعاب مع الالتزام الصارم بأوقات محددة ومعقولة للعب وتقليل الوقت تدريجياً خاصة إذا تخطى الساعتين، ونقل الحاسوب إلى مكان مشترك في المنزل لمنعه من الانعزال.
إدراك مدى تأثير الألعاب الإلكترونية على حياة المراهقين وتغيير سلوكهم هو الخطوة الأولى نحو مساعدتهم على استعادة توازنهم وعيش حياة غنية بالتجارب والتفاعلات. ولكي تبقى التجربة ممتعة ومفيدة في آن معاً، يبقى إيجاد التوازن الصحيح بين العالم الرقمي والواقع المادي هو الحلّ الأمثل.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook