يوم البيجر.. المخابرات السوريّة أرسلت برقيّة عاجلة وسريّةهذا كان مضمونها

وبحسب الموقع، “في 17 أيلول، أُبلغت الاستخبارات السورية سريعًا ببدء الهجوم من خلال وسطاء لبنانيين. وتضمّنت تقاريرها الأولى لذلك اليوم معلومات من مصادر متعددة، بالإضافة إلى السفارة السورية في بيروت. وفي مذكرةٍ صُنِّفت “سرية للغاية”، جعل اللواء منذر سعد إبراهيم، رئيس “هيئة العمليات” في القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، الهجوم أولويته الرئيسية، وطلب من أجهزة الاستخبارات السورية “إبعاد كل أجهزة الاتصال اللاسلكية عن القادة”. وتنص المذكرة على أنه “إذا لزم الأمر، يجب إبقاء أجهزة الاتصال اللاسلكي على مسافة آمنة، واستخدامها فقط عند الضرورة”. وفي اليوم التالي عندما انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية تابعة لحزب الله، سارع جواسيس سوريون لجمع المعلومات، لكنهم اعتمدوا بشكل خاص على الشائعات والمعلومات القديمة”.
وتابع الموقع، “تُظهر رسائل أخرى عديدة التنسيق الوثيق بين أجهزة مخابرات الأسد وحزب الله، الذين يُشار إليهم غالبًا بـ”الأصدقاء” أو “الأصدقاء اللبنانيين”. وتُظهر هذه الرسائل أن أكثر من 100 جريح، بينهم مدنيون، نُقلوا إلى سوريا لتلقي العلاج بعد الهجمات. ووُضعت إجراءات أمنية مشددة في مستشفى عسكري كبير في دمشق، حيث عولج العديد من المرضى. ومنذ فجر يوم 18أيلول، نُقل عناصر من حزب الله ومدنيون جرحى إلى سوريا. ثم، وعلى مدار اليومين التاليين، واصلت سيارات الإسعاف رحلتها من لبنان إلى جديدة يابوس، وهي قرية سورية تقع قرب الحدود، على بُعد حوالي 45 كيلومترًا غرب دمشق. ونُقل ما يقرب من 100 جريح إلى داخل البلاد يومي 19 و20 أيلول. وفي 22 أيلول، تُشير الوثيقة إلى نقل طفلين في التاسعة والحادية عشرة من العمر إلى العاصمة السورية مصابين بجروح في العينين والصدر والأطراف والفك والوجه والبطن، إلا أن الملاحظات لا تكشف عن هوية عناصر حزب الله”.
وأضاف الموقع، “في ليلة 19-20 أيلول، اعتمدت أجهزة المخابرات السورية بروتوكولات أمنية لاستقبال الجرحى. وحوالى منتصف الليل، أُرسلت دورية تابعة للمخابرات العسكرية السورية، مؤلفة من عناصر من الفرع 227، إلى مستشفى تشرين العسكري في دمشق، مع أوامر صارمة باتباعها: “لا تُسجل أسماء الجرحى عند البوابة الرئيسية، بل في قسم الطوارئ”. وحددت مذكرة أخرى أن الزوار المعتمدين من حزب الله والمخابرات السورية والسفارة الإيرانية فقط هم من يُسمح لهم بالدخول. وتشير بعض البرقيات إلى أنه ينبغي نقل هذه المعلومات إلى “ضابط اتصال” “الأصدقاء” دون ذكر اسمه. وفي مذكرة مؤرخة 2 تشرين الأول، أشار الفرع 227 إلى أنه عزز وجوده الأمني في مستشفى تشرين، وأنه أجرى عمليات تفتيش وتدقيق على جميع الأشخاص الذين يدخلون المستشفى، كما سُجلت أسماء زوار “الأصدقاء الجرحى”.”
وبحسب الموقع، “بدأت الرسائل تتضاءل مع انحسار أزمة أجهزة “البيجر”، لكنها لم تتوقف تمامًا. ففي الأسابيع التي تلت ذلك، واصلت المخابرات السورية إصدار رسائل يومية متتابعة عن الغارات الجوية الإسرائيلية على قرى في جنوب لبنان، تُفصّل عدد القتلى وأنواع الطائرات المستخدمة. ويعود تاريخ آخر رسالة في الوثائق التي اطلع عليها الموقع إلى 1 كانون الأول، وتشير إلى نقل “شهيد” من لبنان إلى سوريا. ثم توقفت الرسائل. وبعد أسبوع، في 8 كانون الأول، دخل الثوار السوريون دمشق، ولعب انسحاب حزب الله من خطوط المواجهة السورية المتعددة دورًا رئيسيًا في سقوط الأسد”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook