آخر الأخبارأخبار محلية

من الهوس إلى الإدمان: قصة اللبنانيين مع الصالات الرياضية

في السنوات الأخيرة، شهد لبنان زيادة ملحوظة في عدد الأشخاص الذين يرتادون الصالات الرياضية. وهذه الظاهرة تعكس اهتمامًا متزايدًا بالصحة واللياقة البدنية، لكنها تحمل أيضًا مخاطر معينة، بما في ذلك احتمال الإدمان على ممارسة الرياضة. ويمكن أن يؤدي هذا النوع من الإدمان إلى آثار سلبية على الصحة النفسية والجسدية.









وعلى الرغم من الفوائد العديدة لممارسة الرياضة، إلا أن هناك جانبًا سلبيًا يتمثل في إمكانية تحول هذا النشاط إلى إدمان. ويُعرف إدمان الرياضة بأنه سلوك مفرط يؤدي إلى ممارسة التمارين بشكل قهري من دون مراعاة الاحتياجات الجسدية أو النفسية. وقد يشعر المدمنون على الرياضة بالذنب أو القلق إذا فاتتهم جلسات التدريب، مما يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية.

تأثير الثقافة اللبنانية

تعتبر الثقافة اللبنانية مشجعة على النشاط البدني والاهتمام بالمظهر الخارجي. ومع ذلك، قد يؤدي الضغط الاجتماعي لتحقيق معايير معينة للجمال واللياقة البدنية إلى سلوكيات غير صحية لدى بعض الأفراد. وقد يشعر البعض بأنهم مضطرون لممارسة الرياضة بشكل مفرط للحفاظ على صورة معينة.

ولإلقاء الضوء على هذه القضية، تحدثنا الى مدرب رياضي معروف يعمل في إحدى صالات الرياضة الشهيرة في بيروت. وأشار لـ”لبنان24″ الى أن ” إدمان الرياضة هو موضوع يزداد شيوعًا بين الشباب اللبناني. وألاحظ أن الكثير من المتدربين يأتون إلى الصالة يوميًا دون انقطاع، حتى عندما يكون لديهم إصابات أو تعب شديد، وهذا السلوك يمكن أن يكون ضارًا جدًا بالصحة”.

وقال أن “هناك عدة عوامل تلعب دورًا في ذلك. أولاً، الضغوط الاجتماعية والثقافية التي تدفع الكثير من الشباب إلى السعي لتحقيق صورة جسم مثالي، مما يؤدي بهم إلى قضاء ساعات طويلة في الصالات الرياضية. ثانياً، قد يكون هناك شعور بالإنجاز والرضا النفسي بعد كل تمرين، مما يجعلهم يعودون مرة أخرى بشكل مفرط”.

وأضاف: ” أوصي دائمًا بضرورة الاعتدال والتوازن. يجب أن تكون هناك أيام راحة ضمن الروتين التدريبي، ويجب الانتباه للإشارات التي يرسلها الجسم. كما أنه من المهم الحفاظ على حياة اجتماعية نشطة وعدم السماح للتمارين بالتأثير سلبًا على العلاقات الشخصية”.

وختم حديثه قائلا أنه “بالتأكيد علينا أن نعمل جميعًا كمدربين ومؤسسات رياضية لنشر الوعي حول المخاطر المحتملة للإفراط في ممارسة الرياضة وكيفية تحقيق توازن صحي بين النشاط البدني والحياة اليومية”.

ختاما فان الإدمان على التمارين الرياضية ليس مجرد ظاهرة فردية بل هو نتاج لضغوط اجتماعية وثقافية متزايدة تدفع الأفراد نحو تحسين مظهرهم الخارجي بشكل مفرط. فإن السعي نحو الكمال الجسدي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة النفسية والجسدية.

لذا، من الضروري العمل على نشر الوعي حول أهمية الاعتدال والتوازن في ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى تعزيز القيم التي تشجع على قبول الذات وعدم الانجراف وراء المعايير الاجتماعية غير الواقعية.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى