بهيّة الحريري الى الاضواء مجددا: أول زعيمة سنّية

بعد عام 2005، تحوّلت «أمّ نادر» إلى قياديّة سياسية حديدية، ما مكّنها من الوقوف أمام أولياء الأمر في السعودية، ورفض الدّعوة الهاتفيّة من الديوان الملكي لبيعة بهاء بدلاً من سعد عام 2017، قائلة: «نحن مع سعد». الرابط بين بهيّة و«ابنها» الخامس، سعد، يفرض عليها التواصل اليومي معه أو حتّى زيارة سريعة إلى أبو ظبي للاطمئنان إلى صحّته، بعدما علّق عمله السياسي.
الاعتكاف لم يسرِ على بهيّة، التي وإن التزمت بقرار ابن شقيقها في السياسة، واصلت العمل الاجتماعي، واحترفت الاحتفاظ بأوراقها السياسيّة بانتظار عودة سعد. ولثقتها به، لم تحل عاطفتها دون صد الشقيق الأكبر الطامح إلى الإمساك بالإرث السياسي. لذلك مرّرت «عاصفة بهاء» برويّة وحنكة من دون أن تؤجّج الحرب بين الشقيقين.
وعليه، وقفت بهيّة إلى جانب سعد في الذكرى العشرين لاغتيال والده، وسارعت إلى الإيماء برأسها حينما استنجد بها لتحل مكانه في «غيبته الطوعيّة»، متيقّناً بأنّها الأوفى في إعادة الإرث متى سقطت أسباب اعتكافه. سيعود سعد إلى أبو ظبي، وستنتقل «أمّ نادر» إلى بيت الوسط للإشراف على التحضيرات للانتخابات البلديّة التي سيخوضها تيار المستقبل في طرابلس وبيروت وصيدا، ومن ثم لخوض معركة الانتخابات النيابيّة، لتكون الوصيّة الشرعيّة على «الحريريّة» وأوّل امرأة تتزعّم السنّة، بعدما كانت أوّل سنيّة تدخل المجلس النيابي.
غير أن بهية لن تكون سعد وإن حلّت محلّه مؤقّتاً. شخصيّتها المُستقلّة ومرونتها تقودانها حتماً إلى وقعٍ مختلف في المعترك السياسي، فهي أقلّ حدّة في الممارسة وأكثر وسطيّة، وهو ما مهّد له سعد في مواقفه الأخيرة. كما سيكون لها فريقها الخاص في «بيت الوسط»، بغضّ النّظر عن المُعارضين في الدّاخل.
العارفون بمضمون نقاشات «بيت الوسط» يقولون إنّ القرار حول مُشاركة رئيس «تيّار المستقبل» في الانتخابات لم يُحسم بعد، مرجّحين بأن يولي عمّته أمر رئاسة كتلته النيابيّة بعد أن تترشح في بيروت، على أن يكون نجلها الأمين العام للتيّار، أحمد نائباً عن صيدا، إلى جانب اهتمامه بتفعيل نشاطات «التيار»، بعدما قاد عمليّات انفتاح سياسي مع عددٍ من الشخصيّات السياسيّة التي لم تكن تدور في «الفلك الأزرق»، أو كانت حتى الأمس القريب تُعد في «محور الخصوم».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook