آخر الأخبارأخبار محلية

مارسيل خليفة ولبنان بعلبكي يتألقان في مقدونيا.. رسالةٌ للوطن بكلمات ذهبيّة

من الصعب جداً أن تختصرَ الكلمات تلك الروعة التي عانقت حفل الفنان القدير مارسيل خليفة والمايسترو لبنان بعلبكي في مقدونيا. في الواقع، فإنّ الإنصهار بين القامتين الموسيقيتين يكشف عن التألق الكبير في حضرةِ الفنّ والخلود اللامتناهي. 

 

نعم، كانت أنغام الأوركسترا الفلهارمونية المقدونيّة ساحرة وآسرة، في حين أن الشجن لدى خليفة كان لا مثيل له. وحتماً، فإنّ الفن الأصيل تأصّل أكثر في مقدونيا عندما راح عود مارسيل يشدو الشّجن بمشاعرِ الحبيب حينما أدّى أغنية “ريتا”. نعم، كانت نسائم الفن صادحةً في سماء عاصمة مقدونيا، إسكوبية، إذ راح خليفة يعزف ألحان “يا نسيم الريح” الذي أخذ الحاضرين إلى مكانٍ لا يعرف حدوداً أمام الإبداع. أما التألق الرائع فكان حاضراً أيضاً في أغنية “سلام عليكي” التي أدّاها خليفة.. ونعم سلامٌ على الفن الذي يحمل الأصالة عنوان.. في حضرة عود مارسيل الرنّان وإبداع المايسترو لُبنان. 

 

وقائع الحفل

 

الأمسية الموسيقية التي احتضنتها مدينة إسكوبية أقيمت يوم أول من أمس، إذ جاءت في جزأين: الأول تم تقديم فيه مقطوعة “تهاليل الشرق” مع الأوركسترا والكورال وكانت مدتها 45 دقيقة. أما الجزء الثاني من الحفل كان مع الفنان مارسيل خليفة الذي قدم 3 أغنيات وهي: “يا نسيم الريح” و “سلام عليك” و”ريتا” فضلاً عن عزف منفرد على العود.

 

أوقدنا شمعة والبشاعة لن تنتصر

 

ومن دون أي مُنازع، كان الفنانُ خليفة يحملُ لبنان في قلبه، ورسالته من مقدونيا كانت حافلة بحبّ الوطن الذي توجه إليه بكلمات من ذهب عنوانها الأمل والقوّة. 

 

عبر “لبنان24”، يتحدث خليفة عن حفل إسكوبية فيقول: “الجمال الذي خُيّل  أننا فقدناه من عالمنا ، يُقيم ها هنا في عزلتنا ، في انتظاراتنا . هذا الكائن المنعزل الذي يمضي وحيداً . يبحث عن البقاء او الهرب ، او يحاول تجاوز ذاته في فوضى الرعب من مواجهة مشهد موته الخاص ، ولحظات الصلب الاليمة”.

 

ويضيف: “في غمرة الفساد والسلطات المطلقة والرياء ، تصير البطولة في الوقوف ضد هذا السيل الطافح بالقذارة والبؤس وإعادة الحياة الى الذات الانسانية.هنا، على الفن ان يتمسك بدوره الخلاّق”.
وتابع خليفة: “من هذا المنطلق كانت الدعوة من الاوركسترا الفيلهارمونية لمدينة إسكوبية في مقدونيا لنقدم تهاليل الشرق الممزوجة بكل هذا الالم والرغبة في الامل نحو وطن حر وشعب سعيد. أعلنّا صرختنا من خلال الموسيقى رفقة المايسترو الصديق لبنان بعلبكي حيث كانت آخر حفلة قدمناها في افتتاح مهرجان بعلبك تموز 2019 تحت عنوان تصبحون على وطن”. 

 

وختم خليفة بالقول: “أمسية مدينة إسكوبية كانت حميمة وهادفة في آن مع 80 عازف وامتلأت القاعة. دمعة نذرفها على بلدنا الموجوع، ولكن لن تنتصر البشاعة ولن ينسف اليقين لفكرة الوطن. لقد اوقدنا شمعة في الفيلهارموني بمقدونيا”.

 

من لبنان بعلبكي.. رسالة

 

بدوره، كان بعلبكي حاضراً أمام جمهورٍ جديد في مقدونيا، في حين أن برنامج الحفل كان لبنانياً بامتياز. عن هذا الأمر، يقول بعلبكي إنّ “اختياره للمعزوفات التي جرى تقديمها انطلق من خلفيته التي يعتزّ بها وتشبهه.. من خلفيته اللبنانية التي يتمسك بها أينما كان”.

 

يلفت بعلبكي في حديثٍ عبر “لبنان24” إلى أنّ “استضافة الفنان الكبير مارسيل خليفة أضفت رونقاً رائعاً في حفل إسكوبية”، وقال: “نعم، قدمنا تهاليل الشرق، وكان للجمهور لحظات خاصة مع مارسيل الذي أبدع بقوة”. 

 

وأردف: “الجمهورُ كان رائعاً، حتى أن البطاقات نفدت قبل الحفل بيومين، في حين أن الأوركسترا كانت تعزف بشغف لافت.. أعضاء الأوركسترا لديهم معرفة بتاريخ لبنان وشعبه.. لديهم اطلاع كبير على القضية اللبنانية، حتى أن بعضهم زار لبنان في وقت سابق”. 

 

وعن علاقته بمارسيل خليفة، يقول لبنان بعلبكي: “أول مرّة تعاونت فيها مع خليفة كانت عام 2008 في رومانيا، ومن ذلك الحين بدأت نتعاون سنوياً في حفلات مشتركة”. 

 

في حديثه، يُلاقي لبنان بعلبكي مارسيل خليفة بالتطرق إلى الحفل البارز الذي قدماه معاً في 5 تموز 2019 في بعلبك، وقد حمل حينها عنوان “تصبحون على وطن”. بالنسبة لبعلبكي، كان هذا الحفلُ بمثابة “قراءة للمستقبل الذي كان ينتظرنا، وعنوانه يشبه واقعنا الذي نعيشه اليوم”. 

 

ويردف: “التعاون بيني وبين خليفة كان كبيراً.. نشأت صداقة حميمة جداً بيننا ونعمل مع بعضنا وكأننا عائلة واحدة.. الفنان مارسيل يعيش الموسيقى بروحه وجوارحه، ويترك الموسيقيين يتألقون في شغفهم للتعبير عن الموسيقى بروحٍ فنية”. 

 

ولفت بعلبكي إلى أنّه يحضر حالياً مع مارسيل لإقامة حفلات جديدة في أوروبا مع البيانيست اللبناني العالمي عبدالرحمن الباشا، وأضاف: “كذلك نحضر لحفل مع السيدة ماجدة الرومي، كما أننا نعمل على إقامة حفل مع الفنان مارسيل خليفة في لندن خلال شهر أيار المقبل. مع هذا، فإننا نستعدّ لإقامة حفلٍ في بيروت خلال شهر حزيران المقبل لتكون رسالتنا أننا لن نترك الموسيقى في لبنان لمصيرها.. لن نقبل أن يموت الشغف والفن”.

 

يقول بعلبكي إنه “تم الحديث عن حفل حزيران قبل يومين وقد وضعت خطة لإقامته”، وختم: “سنؤكد أن رسالتنا لن تموت وسنؤديها باستمرار وسنقيم الحفلات في لبنان رغم الأوضاع السيئة.. سنقول للعالم أننا سنعطي فسحة الأمل والفرح دائماً مهما كانت الظروف”. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى