آخر الأخبارأخبار محلية

لبنان في وسط المجهول… فهل نضجت التسوية الكبرى؟

يسيطر الجمود على الواقع السياسي في أقسى مراوحة سياسية منذ أشهر طويلة، خصوصاً وانها تترافق مع تزايد حدّة التوترات السياسية والتباعد بين القوى المحلية واستقرار الفراغ الرئاسي في دائرة المجهول، وبالتالي فإن كل الامال التي كانت معلقة على تدخلات خارجية يبدو انها سقطت.

من الواضح أن التوافقات التي كانت تترقبها معظم القوى السياسية كنتيجة لبعض المشاورات الجارية بين بعض الدول المعنية بالملف اللبناني لم تحصل، بل إن الاجواء السلبية طغت عليها وأدت الى فشل في الوصول الى تسوية ملائمة. وبحسب مصادر مطلعة فإن الخلاف الرئيسي بين الدول المعنية بالشأن اللبناني، أي المملكة العربية السعودية وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية ومصر يتركّز حول استراتيجيتين للبنان؛ الاولى تتلخّص بعدم الذهاب بالبلاد نحو الانهيار الكامل والسريع ومحاولة معالجة بعض الاضرار الناجمة عن الانهيار الحالي تخوّفاً من تطورات دراماتيكية في لبنان.

هذه الاستراتيجة تتبناها فرنسا بشكل أساسي وتحاول إقناع الولايات المتحدة الاميركية بها، اما الاستراتيجية الثانية فهي تلك التي تبدو متفوقة في هذه المرحلة، وهي تتمحور حول رفض الوصول الى حل اقتصادي في لبنان لطالما لا يزال سياسياً في الخندق الايراني، او بمعنى اوضح أنه يخدم المصالح الايرانية، ولعلّ المملكة العربية السعودية هي أبرز الداعمين لهذا الخيار ويبدو أن أميركا تكاد تلتحق بهذه الاستراتيجية أيضاً.

وترى المصادر أن الجانب الفرنسي يسعى جاهداً للدفع نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان واعادة الانتظام للحياة السياسية اللبنانية وذلك بالتوازي مع مفاوضات مع “حزب الله” على طريقة ادارة المرحلة المقبلة، في حين أن الاطراف الاخرى لا تبدي أي رغبة بعقد تسوية رئاسية قبل الاتفاق على مجمل المشهد السياسي القادم وقبل تقديم تنازلات جدية والتزامات ثابتة وواضحة في السياسة.

كل ذلك يعني أنّ لا وجه تقارب بين الدول حتى المتحالفة منها التي تخاصم “حزب الله” بالمطلق، فكيف يمكن لها التوافق مع سوريا او ايران بشكل أساسي أو حتى مع “الحزب”، لذلك فمن المتوقع أن يطول الفراغ الرئاسي في لبنان من دون أي أفق واضح للاستحقاق الرئاسي اقله على المدى القريب، ولا يبدو أيضاً أن هناك أي بصيص أمل يبشّر اللبنانيين بحل سريع لأزمتهم الاقتصادية وبالتالي فإن التسوية الكبرى او التسوية الجزئية مؤجلة الى وقت غير معلوم.  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى