ميقاتي يفرض إيقاعا سريعا لتأليف حكومة ″الصدمة الايجابية″!

لا شك في أن ميقاتي ينطلق من موقع قوة، كونه يجمع بين التكليف والتصريف، فإذا لم يتمكن من التأليف يستمر بالتصريف حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون، وإذا تمكن من التأليف يحكم ويستكمل من بدأته حكومته “معا للانقاذ”، لذلك فإن ميقاتي باق على رأس السلطة التنفيذية في كل الأحوال ما يجعل من مصلحة الأطراف السياسية الأخرى التفاهم معه على المرحلة المقبلة.
يمكن القول، إن السرعة التي إعتمدها الرئيس ميقاتي في تقديم تشكيلته الحكومية الى رئيس الجمهورية جعلته يقطع أكثر من نصف المسافة باتجاه التأليف، فبدل أن يضيع الوقت في التفاوض على حكومة كاملة شكلا ومضمونا وفي الدخول بلعبة الشروط والشروط المضادة والمعايير، نجح في فرض هوية حكومته وفي حصر التفاوض ببعض الأسماء التي تتضمنها الأمر الذي قد يسهل مهمته في الوصول الى حكومة متوازنة متجانسة قادرة على العمل والانتاج بما تبقى لها من وقت الى حين الوصول الى الاستحقاق الرئاسي في 31 تشرين الأول المقبل.
هذا الواقع جعل طرح رئيس الجمهورية ميشال عون بتوسيع الحكومة الى ثلاثين وزيرا وتسمية ستة وزراء سياسيين أمرا غير قابل للتنفيذ، خصوصا أن ميقاتي حاول من خلال التشكيلة التي قدمها مجاراة المزاج العام لأكثرية اللبنانيين الذين يرفضون حكومة سياسية ويتطلعون الى حكومة خبراء وإختصاصيين يمتلكون الرؤية التي تمكنهم من إنجاز بعض الملفات الملحة، ومن الطبيعي في هذا الاطار أن يكون هناك تبديل في بعض الأسماء والحقائب وفقا للآداء والانتاجية.
الرئيس ميقاتي قام بواجباته الدستورية بتقديم تشكيلة وزارية قوبلت بتسريب معروف المصدر بهدف التفشيل، وبالتالي فإن أحدا لا يستطيع أن يتهم الرئيس المكلف بأنه يماطل أو يزكزك سياسيا أو يحاول الابقاء على حكومة تصريف الأعمال، خصوصا أن التشكيلة الوزارية وضعت بين يدي رئيس البلاد وهو الوحيد القادر على أن يجعلها أمرا واقعا بتوقيع مراسيمها وأن يحدث صدمة إيجابية يحتاجها لبنان.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook