مخاوف كبيرة.. إليك تأثير شح الأمطار على أسعار المواد الغذائية
ويعتمد لبنان بشكل كبير على الأمطار لتأمين احتياجاته من المياه، ومع استمرار غيابها دق المزارعين ناقوس الخطر. ويُعتبر شهر كانون الأول من كل عام فترة انتقالية من الخريف إلى الشتاء ولا تخلو أيامه عادة من الأمطار. وبدأت تداعيات تغيّر المناخ في التأثير بشكل مباشر على الزراعة وتوفر الغذاء والمياه ما يهدد الأمن الغذائي في البلاد.
يعد عامل المناخ من أكبر العوامل الطبيعية تأثيرا في تحديد أنواع المحاصيل حيث يحدد المناطق التي يمكن زراعتها بمحاصيل معينة، كما أن المناخ عامل رئيسي في تكوين التربة واختلاف أنواعها ودرجة خصوبتها.
من جهتها، أوضحت أستاذة المناخ بقسم الجغرافيا نهى ترو أن للأمطار تأثيرا كبيرا على نمو المحاصيل لأنها المصدر الرئيسي للمياه العذبة اللازمة للنبات ولذلك تؤثر كمية المطر على الإنتاج الزراعي .
وأكدت ترو أن ارتفاع الحرارة وندرة المياه تسببت في خفض المساحات المزروعة وتراجع المحاصيل، مما كبد المزارعين خسائر مالية كبيرة. حيث تؤدي فترات الجفاف الطويلة إلى ندرة المياه، مما يؤثر على أنظمة الري وإنتاجية المحاصيل. مناطق عديدة أصبحت تعاني من نقص المياه، بسبب استخدام المياه لأغراض صناعية، فضلا عن أن توزيع المياه في لبنان غير متكافئ جغرافيا.
وأضافت أن تقليص المساحات المزروعة خلال السنوات المقبلة، يؤثر على تدفق المنتجات الزراعية إلى السوق المحلي، وكذلك انخفاض صادرات البلاد من هذه المنتجات التي تمثل جزءا مهما من البضائع المصدرة للخارج.
وقالت ترو إن “إنتاج القمح والشعير يحتاج على كميات كبيرة من الأمطار، وما سقط خلال الموسم الحالي لا يكفي لإرواء المساحات الزراعية الشاسعة، والموسم الشتوي مهدد بكارثة كبيرة، كوننا دخلنا منتصف شهر كانون الثاني، وكميات الأمطار التي سقطت لا تساوي ربع ما سقط خلال السنوات الماضي”.
وأشارت الى أن “ملف التغيرات المناخية وتداعياته بات قضية وجودية، تؤثر تأثيرًا مباشرًا على منظومة الأمن الغذائي القومي، سواء على معدلات إنتاجية المحاصيل المختلفة أو قدرة النبات على استكمال مراحل نموه المختلفة”.
وأكدت ترو “ليست كمية المطر دليلا على نجاح الزراعة، إذ المهم أن تسقط الأمطار في الوقت المناسب وهو فصل النمو الذي تشتد فيه حاجة النبات إلى الماء. كما تراعى الظروف الأخرى التي تتحكم في مدى الاستفادة من المطر مثل انتظام سقوطه ودرجة الحرارة ومعدل التبخر وبنية التربة والغطاء النباتي”.
وقالت أن الجفاف يساهم في انخفاض غلة المحاصيل. تتسبب قلة الأمطار بتلف المحاصيل وتعطل الأنشطة الزراعية، وتتسبب في تعطل العمال عن العمل، وتقضي على الإمدادات الغذائية. ويفاقم الجفاف في البلدان النامية من الفقر الموجود مسبقًا، ويعزز المجاعة وسوء التغذية.
وتابعت “في حال استمر الوضع على هذا النحو خلال الأيام والأسابيع المقبلة، فلا بد حينها من الاعتراف بأن ما يحدث هو أمر استثنائي”.
وأمام كل هذه العوامل، حذرت ترو من ارتفاع أسعار بعض المنتوجات الزراعيةخلال الموسم الشتوي المقبل بسبب قلة الإنتاج وكثرة الطلب.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook