هوكشتاين يعيش حلم ليلة صيف في زمن التشرينين
Advertisement
– على المستوى اللبناني، تبين بما لا يرقى إليه شك عند إجراء المقارنة المبسطة لما جاء على لسان الأمين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بفارق ساعات قليلة قبل يومين، بما يوحي بأنّ الحزب ما زال يمنن النفس بانقلاب في الصورة العسكرية، بحثاً عن انتصار ما في الميدان في إطار المواجهة المفتوحة مع الجيش الإسرائيلي. وهو يعتقد انّه لن يكونهناك أي تفاهم بما لا يضمن انتصار المقاومة. فيما عبّر ميقاتيبصراحة ووضوح لا يرقى اليه شك، بأنّ لبنان ملتزم بتطبيق القرار1701 بما يؤول إلى وقف للنار وحظر أي سلاح غير شرعي ضمن منطقة “اليونيفيل” بما فيه السلاح المستخدم في الحرب الحالية، وهو أمر يستحيل النقاش فيه مع إيران و “حزب الله”. ففي وقت لايمكن لإسرائيل او الوسيط الاميركي ان يبحث بأي خطوة ما لمتنتصر فيه نظرية الحكومة مدعومة بموقف لرئيس مجلس النوابنبيه بري. فكيف إن صحت النظرية التي قالت إنّ قاسم سحب فيخطابه التكليف المعطى لبري، وهو ما يهدّد بانقسام داخلي يعزز الموقفين الأميركي والاسرائيلي ومعهما المجتمع الدولي.
– لا تختلف الأمور على مستوى المشهد الاسرائيلي وما فيه منتعقيدات حالت دون التفاهم على وقف للنار او اي خطوة تقود اليه. ذلك أن ليس سراً انّ نتنياهو ومعه مجموعة وزرائه المتشدّدين لايأمنون الجانب اللبناني لجهة سحب الأسلحة من منطقة”اليونيفيل”، عدا عن رفضهم المطلق لإعطاء بايدن اي خطوة تعزز حظوظ الديموقراطيين للبقاء في البيت الأبيض. ومن راقب الأداء الإسرائيلي عشية الزيارة التي قام بها هوكشتاين وماكغورك، يجبأن يدرك نيتها في إنهاء الزيارة قبل حصولها أو تعطيل مفاعيلها على الأقل. وهي تجلّت بتسريب ما سُمّي “صيغة تفاهم للحل السياسي في الشمال” ظهر أنّها ملغومة بعدد من نقاطها الثماني، أقل ما يُقال فيها انّ بعضاً منها يتحدّى الجانب اللبناني ويضع عقبات مسبقة امام الوسيطين اللذين كانا قد صعدا سلّمالطائرة من واشنطن عندما طلبا نفي مضمونها مخافة تشويه الصورة قبل وصول موفديها إلى تل ابيب، وهو ما تبين في جانب منه عندما أبلغ هوكشتاين إلى ميقاتي في اتصال هاتفي تلقّاهوهو على سلّم الطائرة انّه يأمل في ان تكون النتائج هذه المرّة أفضل من سابقاتها، من دون ان يعطي اي ضمان.
عند هذه المؤشرات تنتهي المراجع الديبلوماسية والسياسية إلى التأكيد انّ أوان الحل لم يأتِ بعد، وانّ الشعور بأن تشكّل محطة الانتخابات الاميركية محطة فاصلة، مشكوك في أهميتها وصحتها.وطالما انّ من الخطأ الرهان عليها، يُخشى من أن لا يستطيع لبنان إقناع أحد من الوسطاء بموقفه، إن لم يتمكن الثنائي بري وميقاتي من توفير المخرج الذي يوائم بين موقف الحزب ومن خلفه إيران،المضي في الحرب والرهان على الميدان الذي لم يأت بعد سوى ب”النكبات” وبالتدمير شبه الكامل لأحياء في الضاحية الجنوبيةوفي عشرات القرى الجنوبية والبقاعية، بحيث يستحيل العودة إلىبعضها والعيش فيها إلى مرحلة طويلة تلي وقف النار.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook