مجلسُ النواب والنبيّ سليمان

لم نعد نعرف في أيِّ عصـرٍ نعيش وفي أيّ بلـدٍ ندفنُ أمواتـنا، الشعب يتلوّى في وادي الجماجم والمسؤولون يعيشون في الفضاء الخارجي كأنهم أقمارٌ إصطناعية. نحنُ في بلدٍ، تهاوَتْ السلطات الشرعية فيهِ من أعلى إلى أدنى، حتى ضـاع المسؤول الشرعي والمسؤول الرسمي والمسؤول الحقيقي والمسؤول الحكومي، وكأنّـه بلدٌ أصبح خارج الزمن يفتّش عن نفسه في التاريخ. لا… ليسَ كما تكونون يُولّى عليكم… هـمْ الذين ولّـوا أنفسهم على أنفسهم بوسيلة غادرةٍ وخديعةٍ ماكرة إسمها القانون الإنتخابي، وهـمُ الذين بـهِ ينتخبون أنفسهم، ويحكمون أنفسهم، ويحاكمون أنفسهم ، وهكذا يستمرّون كأنهم النبيّ سليمان: “ربِّ إجعَلْ لي مُلْكاً لا ينبغي لإحـدٍ بعدي”. لست أدري، متى نستحقّ بعون اللـه حُكْماً حكيماً…؟ ومتى تمـنُّ علينا السماءُ بقانون إنتخابي، ومجلس نيابي على غرار مجلس الخمسمئة إبّـان الثورة الفرنسية حين راح رئيسه “لوسيان” يصوّب سهامه نحو صـدر أخيه نابوليون وأقسم أنْ يقتله إذا ما تعرّض بسوءٍ للحريّات في فرنسا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook