فرنسا على خط التهدئة… مؤتمر ٢٤ تشرين يُطلق مسار الحلّ والتهدئة

المسعى الفرنسي لوقف الحرب ليس جديدا، فباريس دانت العدوان على لبنان، وشكلت المواقف الصادرة عنها في الفترة الأخيرة صدمة سلبية للدول الغربية، المؤيدة للعدوان على لبنان والقضاء على حزب الله. فمن خارج السياق الأوروبي أتى الموقف الفرنسي لإدانة الحرب والمطالبة بوقف التصعيد.
فمنذ بداية الحرب تقول مصادر سياسية، برز الدور الفرنسي من خلال “فيديو” التضامن مع لبنان، الذي وجهه الرئيس ايمانويل ماكرون حيث أبرز فيه الاهتمام بلبنان والاستعداد لمساندة اللبنانيين في المحنة الحالية، وتلاه ما قام به ماكرون في قمة نيويورك بمساع مع الرئيس الإيراني من اجل التهدئة في المنطقة، ومطالبة “اسرائيل” بوقف التصعيد في لبنان وعدم توسيع نطاق عملياتها.
وتقول المصادر ان الديبلوماسية الفرنسية تسعى لأن يكون لها بصمة ودور خاص لحماية لبنان وإبقاء الوضع آمنا، وكانت التحذيرات الفرنسية سبقت العدوان، ونقلها ديبلوماسيون زاروا لبنان وحذروا من الوقوع في فخ الاستدراج الى الحرب، وضرورة الانتباه الى المخططات “الإسرائيلية” لأخذ المنطقة الى الحرب الشاملة.
من الواضح، تضيف المصادر ان باريس حريصة على لبنان، وتدين العدوان بقوة، وتحمّل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية التصعيد، وظهر ذلك بوضوح في الهجوم الصادم لماكرون ودعوته لوقف امداد “إسرائيل” بالاسلحة، مما تسبب بتوتر في العلاقة بين فرنسا و “إسرائيل”، الى حد وصف نتنياهو دعوة ماكرون “بالعار”. هذا التوتر دفع ماكرون الى محاولة تجميل الموقف في ذكرى ٧ تشرين بقوله “لا يزال الألم قائما… الم الشعب “الإسرائيلي” والإنسانية الجريحة”، ليتبعه باتصال من الاليزية لتوضيح الموقف الفرنسي والمصارحة بين الطرفين.
وتؤكد المصادر ان مسارعة باريس لاسترضاء “اسرائيل”، جاء بناء على حسابات فرنسية خاصة، فالإدارة الفرنسية لا تريد الدخول في نزاع سياسي مع “اسرائيل”، يسبب مشاكل في الداخل الفرنسي مع الجهات الداعمة “لاسرائيل”، بالمقابل لا تريد ان تفقد اوراق قوتها في الشرق الاوسط، وتسعى لعلاقة جيدة مع لبنان من اجل القيام بأدوار استثنائية، فماكرون يتطلع الى استنساخ تجربة الرئيس السابق جاك شيراك في الحرب، التي انتهت الى صياغة اتفاقات نهاية الحرب بين لبنان و “اسرائيل”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook