آخر الأخبارأخبار محلية

حرب الاستنزاف الطويلة تنتقل إلى الداخل

كتب نقولا ناصيف في” الاخبار”:ليس الهجوم السيبراني الإسرائيلي ضد حزب الله، الثلاثاء والأربعاء، غير مسبوق في المواجهة المفتوحة معه فحسب، بل انتقل إلى بُعد آخر لا يقل خطورة فيها هو الحرب مع مجتمع حزب الله برمته، وليس مع مقاتليه فقط.

Advertisement










ما آل إليه الاعتداءان الإسرائيليان المتواليان، أفضى إلى بضعة معطيات منها:
1 – تحوّل الخط الأزرق من جبهة إسناد لغزة إلى ساحة حرب تستنزف الجيش الإسرائيلي في الجانب الآخر من الحدود طوال 11 شهراً.
2 – توسُّع المواجهة المفتوحة إلى أبعد من خطوط التماس والانتقال إلى العمليات الأمنية إلى أن بلغت في اليومين المنصرمين وسيلة غير مسبوقة في النزاع هي تفجير أـجهزة الاتصالات. أكثر من مرة أكدت إسرائيل وجارتها الولايات المتحدة بأن الهجمات الامنية هذه تدخل في نطاق قواعد الاشتباك المعمول بها بين طرفيْ النزاع في الجنوب تفادياً للوصول بتسعير المواجهة إلى حرب مفتوحة.
3 – بعد إقرار حزب الله بأن تفجيرات الثلاثاء أكبر اختراق استخباري له في حربه الطويلة مع إسرائيل، عنت هذه للجيش الإسرائيلي استعادة بعض من الاعتبار لهيبته منذ اندلاع «طوفان الأقصى» وانضمام حزب الله إليها على نحو مباشر بأن أحال شمال إسرائيل أرضاً مهجورة سوى من الفرق العسكرية الإسرائيلية.
4 – على الأهمية التي انطوى عليها اغتيال شكر كأعلى مسؤول عسكري في حزب الله وهو شكل خسارة فادحة يتطلب بعض الوقت تعويض دوره وقدراته، لتفجيرات الثلاثاء والأربعاء في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب بُعد مختلف وآخر هو استهداف الدولة العبرية مجتمعاً برمّته أفصحت عنه الأحداث المتوالية الثلاثاء والأربعاء.
5 – المتوقع من الكلمة التي سيدلي بها عصر اليوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن يعيد تأكيد ما أعلنه الحزب في بيانه الثاني الثلاثاء أنه سيرد وسيلحق بإسرائيل «القصاص العادل». على نحو مماثل لما قاله بعد اغتيال شكر، يعضد معنويات جمهوره وأنصاره ومقاتليه، كي يجزم بأن رد الحزب سيتسم بحكمة لتجنب حرب مفتوحة لا أحد يريدها ولن تقع في أي حال. هو الموقف الذي يُسمع باستمرار من مسؤولي حزب الله أنهم لن يجازفوا بخيار كهذا، إلا أن جبهة الإشغال وإسناد غزة لن تتوقف إلا بانطفاء حرب القطاع نهائياً.  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى