آخر الأخبارأخبار محلية

معلومات إسرائيليّة عن حزب الله.. لماذا لا يستخدم الصواريخ الدقيقة؟

نشر موقع “n12” الإسرائيلي تقريراً جديداً قال فيه إنّ “ترسانة حزب الله الصاروخية تشكل تهديداً لأمن إسرائيل”، مشيراً إلى أنّ عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، المئات منها ذات دقة عالية، جاهزة للإطلاق في أي لحظة”.


وفي السياق التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24″، تقول أرونا مزراحي من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي “INSS”، إنَّ “حزب الله هو المنظمة غير الحكومية الأكثر تسليحاً في العالم”، وتضيف: “ترسانة أسلحته أكبر بعشر مرات مما كان لديه في حرب لبنان الثانية. لديه مخزون كبير ومتنوع من صواريخ المدفعية إلى جانب الصواريخ الباليستية والصواريخ المضادة للطائرات بالإضافة إلى القذائف المضادة للدبابات والسفن”.

ويقدّر معهد دراسات الأمن القومي إنّ “حزب الله يمتلك 40 ألف صاروخ غراد قصير المدى و 80 ألف صاروخ من نوع فجر 3 و 5، بالإضافة إلى صواريخ خيبر أو رعد متوسطة المدى، بينما لديه 30 ألف صاروخ بعيد المدى كزلزال وفاتح 110 القادرة على ضرب أي نقطة في إسرائيل.

ووفقاً للمعهد، فإن “حزب الله” حصل من سوريا على عددٍ محدود من صواريخ “سكود C” و “سكود D” التي يصلُ مداها إلى 700 كلم.

ويلفت التقرير إلى أن “حزب الله” استثمر أيضاً في تطوير نظامه الجوي الخاص الذي يعتمد على المركبات الجوية من دون طيار، بعضها إيراني وبعضها محلي الصنع في الوقت الحالي خلال الحرب، وأضاف: “لقد أصبحت الطائرات المسيرة سلاح الهجوم الرئيسي لحزب الله، وتسببت في مقتل وجرح إسرائيليين، كما أدت إلى أضرار جسيمة وصداع ليس بالقليل للنظام الأمني”.

وأكمل: “يطلق حزب الله طائرات مسيرة إلى داخل إسرائيل بشكل يومي تقريباً، مع العلم أن لدى هذه الطائرات قدرة أعلى على الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي إذ يصعب اعتراضها لعدة أسباب من بينها صغر حجمها ومسار طيرانها وبعدها عن الأرض. وفي كثير من الأحيان يتم إطلاق هذه الطائرات من مناطق قريبة جداً من الحدود، مما يقلل من وقت رد فعل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية من أجل اعتراضها”.

وتحدث التقرير عن الردّ الذي نفذه “حزب الله” الأحد الماضي رداً على اغتيال أحد أكبر قادته وهو فؤاد شكر بضربة إسرائيلية طالت الضاحية الجنوبية يوم 30 تموز الماضي، وقال: “ليس من قبيل الصدفة أن معظم صواريخ خطة حزب الله الانتقامية كانت متجهة إلى شمال البلاد، في حين أن الطائرات من دون طيار كانت متجهة إلى أهداف استراتيجية في وسط البلاد. في محاولة لتضليل الهدف، أطلق الحزب مئات الصواريخ نحو شمال البلاد. وفي الوقت نفسه، كان الجهد الرئيسي هو محاولة ضرب أهداف في منطقة الوسط، وما يثير الدهشة هو أنهم اختاروا استخدام الطائرات من دون طيار وليس الصواريخ الدقيقة لهذا الغرض”.

وأكمل: “هذه الصواريخ الدقيقة، التي يمكن أن توفر الرد المثالي، هي جزء من المجموعة الاستراتيجية الحساسة لحزب الله”.

وفي السياق، يعتقد الخبير الإسرائيلي تال باري أن “هذا خيار استراتيجي مثير للاهتمام، ويظهر أن حزب الله يحاول الاحتفاظ بأسلحته ذات الثمن الباهظ في حالة حدوث تصعيد أكبر”، وأضاف: “في تقديرنا، يتم نشر هذه الصواريخ في شرق البقاع، أو شرق بعلبك، أو في بيروت. كان استخدامها سيخاطر بكشفها ويؤدي إلى رد فعل إسرائيلي حاد، كما أنه كان من الممكن أن يتحول الهجوم إلى حرب”.

بدوره، يقدّم يهوشوا كاليسكي، أحد كبار الباحثين في معهد “INSS”، تفسيراً مختلفاً تماماً لاختيار حزب الله عدم استخدام الصواريخ الدقيقة، ويقول: “في تقديري الشخصي، السبب هو أن الحزب كان يعلم أن الضرر الذي سيلحق بأهداف صواريخهم الدقيقة سيكون ضرراً هامشياً، إن وجد. أقدر أن الضرر الوحيد الذي كان سيحدث من خلال ذلك سببه شظايا القبة الحديدية أو شظايا صواريخ اعتراضية، وأنظمة الدفاع الجوي تعرف كيفية التعامل بشكل جيد مع الصواريخ بعيدة المدى”.

كذلك، يقول التقرير إن “التهديد الذي تشكله صواريخ حزب الله الدقيقة وُلد في السنوات التي تلت حرب لبنان الثانية”، مشيراً إلى أن “حزب الله” ركز جهود على ما سمي بـ”مشروع الدقة”، وذلك في محاولة منه لتحويل بعض الصواريخ العشوائية إلى قذائف دقيقة التوجيه.

وفي أوقات سابقة، كان حزب الله لا يزال ينشط في محاولات تهريب الصواريخ الدقيقة بالكامل من إيران عبر سوريا إلى لبنان، لكن العديد من هذه العمليات تم إحباطها. وفي الخطوة التالية، تغير نمط العملية من تهريب الصواريخ الدقيقة إلى تحويل الصواريخ العادية إلى صواريخ دقيقة في مركز الأبحاث العلمية CERS في سوريا.

وخلال مراحل سابقة، ذكرت تقارير إن إسرائيل هاجمت مرافق مختلفة للمركز عشرات المرات، ولهذا السبب قرر حزب الله تهريب المكونات الدقيقة إلى لبنان وهناك لتركيبها على الصواريخ غير الدقيقة التي هي في حوزته بالفعل.

ويشير باري إلى أنه “حتى اليوم، يتم تصنيع العديد من مكونات الأسلحة في إيران نفسها ويتم نقلها جزئياً أو كلياً، إلى حزب الله، لكن من الواضح أنهم وفروا على أنفسهم قدراً كبيراً من الخدمات اللوجستية والعمليات. عندما تنقل أسلحة من إيران على بعد 1800 كيلومتر، فإنك تعرض نفسك لهجمات محتملة”.

من ناحيته، يقول كاليسكي: “يمكنك تحميل صواريخ قصيرة المدى ذات وزن ضئيل على شاحنة، وبعد ذلك يمكن إخفاؤها في مكان ما. في المقابل، فإن قصة الصواريخ بعيدة المدى مختلفة تماما. صاروخ فجر مثلاً يزن عدة أطنان ويصعب تشغيله. ولهذا السبب فر جزء كبير من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت من منازلهم، لأنهم يجلسون على برميل من المتفجرات وينامون بجوار مقرات حزب الله”.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button