الحوار لم ينجح وما من بديل

ومع ان غالبية القوى المسيحية وحتى قوى غير مسيحية، تعتبر بان الدعوة الى الحوار مخالفة للدستور، وما تقوله المعارضة في هذا الاطار يكتسب صدقية كبيرة، فان انتقالها الى القبول بالتشاور لم يلاقه بري في منتصف الطريق لبناء جسور تفاهم ما، ليس قولا على طريقة قوله “بالحوار او التشاور” كما لو انهما مرادفان، وهما ليس الامر نفسه، بل عملانيا. وبعض القوى السياسية المراقبة التي لا يمكن احتسابها على هذا الفريق او ذاك تعتبر انه كان في امكان بري لعب دور مرجعية وطنية ترضي جميع اللبنانيين او تقف على مسافة واحدة منهم لو انه سعى الى ملاقاة المعارضة في منتصف الطريق ولم يكن طرفا، فيما لو ان هناك قرارا فعليا بانتخاب رئيس للجمهورية والافراج عن استرهان الموقع. لا ثقة لدى هذه القوى بان ما يمكن ان يأخذه بري من المعارضة كتنازل على هذا المستوى، يمكن ان يصب في خانة مصلحة الوطن وتاليا انتخاب رئيس للجمهورية بمقدار ما يمكن ان يصب في خانة المصلحة الطائفية ان لم تكن في مصلحة ” حزب الله” تحديدا والذي تعتبر قوى المعارضة انه الممسك الفعلي والحقيقي بقرار الطائفة الشيعية كما بقرار الدولة.
وعلى غير ما يذهب اليه بعض السفراء الغربيين من اقتناع او اعتقاد او ربما بناء على استشارة الايرانيين في وقت سابق، من ان الحزب يملك هامشا كبيرا لاي قرار يمكن ان يتخذه في الداخل اللبناني، ان قرار الحزب مرتبط بالاعتبارات الايرانية واولوياتها قبل اي امر اخر. وهذه نقطة خلاف او تباين جدية بين القوى السياسية وعدد من رؤساء بعثات دول مؤثرة في لبنان لا يزالون يعتبرون ان التوجه الى بري او اعطائه ورقة ما كالموافقة على ترؤسه الحوار من شأنه ان يقوي موقعه ازاء حليفه الشيعي ويجعله في موقع متكافىء سياسيا على الاقل معه. وهو امر تعتبر قوى في المعارضة ان القطار غادر هذه المحطة منذ زمن ليس ببعيد وان رئيس مجلس النواب الغى التمايز بينه وبين “حزب الله” لا سيما في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية وان هذا المنطق الذي كان قائما او معمولا به قبل اعوام طويلة، لجهة تعزيز موقع بري او اعتداله في مقابل موقف الحزب، لم يعد صالحا راهنا، اقله وفق اقتناع هذه القوى السياسية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





