منوعات

لماذا أثار مسلسل “الضاحك الباكي” جدلا بعد عرض الحلقات الأولى؟.. نقاد يوضحون لـCNN


القاهرة، مصر (CNN)–  أثار مسلسل “الضاحك الباكي”، الذي يعرض السيرة الذاتية للفنان الراحل نجيب الريحاني، جدلا بعدما بدأت قنوات فضائية مصرية عرض أولى حلقات المسلسل.

وواجه العمل الفني انتقادات واسعة سواء على مستوى كتابة السيناريو، أو اختيار الممثلين، وتباينت آراء النقاد الفنيين حول تقييم المسلسل بين عدم الإعجاب بمسار أحداث المسلسل وأداء كل عناصر العمل، أو آخرين يطالبون بمنح المسلسل فرصة حتى النهاية لتقييمه بشكل موضوعي.

وقال الإعلامي محمد الغيطي كاتب سيناريو المسلسل، في تصريحات إعلامية، إنه كتب هذا العمل منذ أكثر من 10 سنوات، غير أنه واجه مشاكل فنية لإنتاجه، حتى بدأ العمل على إنتاج المسلسل وعرضه منذ أيام بطولة الفنان عمرو عبد الجليل الذي جسد دور نجيب الريحاني، وفردوس عبد الحميد في دور والدته، ورزان مغربي في دور بديعة مصابني.

وقالت الناقدة الفنية ماجدة موريس إن الانتقادات الموجهة للمسلسل “بها مغالاة”، وأوضحت أن أغلب اختيارات الممثلين بالمسلسل “جيدة”، وتابعت أن حتى دور الفنانة فردوس عبد الحميد يمكن تفسيره بأنه قد يرجع ذلك لأمور إنتاجية، حيث لا يمكن الاستعانة بممثلة للقيام بدور أم لطفل لحلقة واحدة فقط، إضافة إلى أن الفنان عمرو عبد الجليل نجح في إتقان دور نجيب الريحاني، وإن كان يفضل أن يتم الاستعانة بممثل شاب لتجسيد فترة شباب الريحاني.

وذكرت موريس، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أن مسار التتابع الدرامي الحلقات الأولى لمسلسل “الضاحك الباكي” جيد بداية من هجرة أسرة نجيب الريحاني بعد وفاة الأب إلى مصر ومرورها بضائقة مالية، وانحياز الأم لشقيق نجيب، ومطالبتها له بأن يتولى الإنفاق على الأسرة وهذا أمر غريب ولكن ليس نادر، متابعة أن هناك العديد من الأمهات في الوطن العربي قد يفضلون أبناء على غيرهم.

واستطردت أن حلقات المسلسل الأولى “نقلت بصورة واقعية حقبة الثلاثينات من القرن الماضي، وما تحمله هذه الفترة من تباين طبقي واضح بين الفقراء والأغنياء، وظهور العديد من المواهب خلال هذه الفترة مثل بديعة مصابني”.

وقالت إن أي مشاهد غير معجب بأداء مسلسل “الضاحك الباكي” من حقه عدم متابعة استكمال حلقات المسلسل، غير أنها رفضت أي حديث عن وجود تربص لكاتب أو مخرج العمل خاصة وأن الأخير يقدم هذا العمل لأول مرة بعد فترة غياب طويلة، كما رفضت هجوم كاتب العمل محمد الغيطي على منتقدي العمل؛ لأن من حق كل فرد أن يعبر عن رأيه.

وأشارت إلى أن أي عمل فني يتناول سيرة ذاتية لشخصية مشهورة يواجه تحدي الانطباعات المسبقة للجمهور عن هذه الشخصية، فإذا جاء العمل الفني سواء المسلسل أو الفيلم خارج الصورة الذهنية التي رسمها الجمهور لهذه الشخصية، سيواجه على الفور بانتقادات، مضيفة أن “الأعمال الفنية التي تتناول سيرة ذاتية دائما ما تواجه صراع بين حقيقة الشخصية والصورة الذهنية لدى المشاهدين”.

وقالت ماجدة موريس إن مسلسلي أم كلثوم، واسمهان من أفضل الأعمال التي جسدت السيرة الذاتية لشخصيات مشهورة، ونجح فريق عمل المسلسلين في إتقان كل العناصر سواء الكتابة والإخراج والتمثيل.

ومن جانبها، ترى الناقدة الفنية ماجدة خيرالله، أن مسلسل “الضاحك الباكي” جاء أقل من المتوقع مقارنة بحجم خبرات فريق العمل، فرغم ما يمتلكه المخرج محمد فاضل والبطلة فردوس عبد الحميد من خبرات فنية ونجاحات سابقة إلا أن المسلسل سيئ للغاية بداية من المسار الدرامي للأحداث، والتي جاءت بطيئة ولم تراعي براعة الاستهلال، كما جاءت الأحداث بطيئة ومملة، حيث ركزت أول حلقتين على معاناة أسرة نجيب الريحاني، كما تخدم هذه الأحداث والدته التي تجسدها فردوس عبد الحميد وهي شخصية ثانوية وليست محور الحديث.

وأضافت خيرالله، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية ، أن اختيارات الممثلين لم تكن موفقة، فلم يكن نجيب الريحاني يظهر بهذا الشكل الذي صوره العمل، وكان لا بد أن يبذل جهد أكبر في معرفة طريقة حديث الريحاني وأسلوبه، علاوة على أن إيقاع المسلسل جاء بطيئا جدًا لملئ الأحداث، وتابعت: “أفلام نجيب الريحاني التي صورت خلال الثلاثينات من القرن الماضي كانت أكثر مرونة وحيوية من المسلسل”.

وترى ماجدة خيرالله أنه كان من الأفضل أن يبحث مخرج العمل عن وجه جديد ليقدم دور الراحل نجيب الريحاني، بدلا من ممثل معروف له طريقته في التمثيل والأداء التي يعرفها الجمهور، مستشهدة بأعمال فنية أجنبية أنتجت حديثا استعانت بممثلين مغمورين نجحوا في تقديم شخصيات مشهورة ببراعة عقب تدريبهم لإتقان الدور، مضيفة أن مسلسل “الضاحك الباكي” اعتمد على اسم نجيب الريحاني، والمخرج محمد فاضل دون أن يبذل جهد أكبر فى اختيارات الممثلين، وملابس ومكياج مختلف الشخصيات لتعبر عن الزمن الذي تدور فيه الأحداث.

وتابعت أن فريق عمل مسلسل “الضاحك الباكي” أهدر فرصة كبيرة لإنتاج مسلسل لشخصية عبقرية لها تاريخ عظيم تستحق أن يعرفها الجيل الحالي بشكل جيد.

وردا على المطالبات باستكمال باقي حلقات المسلسل للحكم عليه، قالت الناقدة الفنية، إن شركات الإنتاج الفني تستعين بكبار المخرجين لإنتاج الحلقات الأولى من أي مسلسل بهدف ضمان نجاحها لكي تجذب المشاهدين لمتابعة باقي الحلقات.

وأشارت خيرالله إلى أهم مشكلة تقع فيها الأعمال الفنية التي تتناول سيرة ذاتية، هي محاولتها عدم نقل كافة الجوانب للشخصية، وإظهارها الجوانب الإيجابية فقط، ولذا فأن أغلب أعمال السير الذاتية لم تنجح بخلاف مسلسلي الملك فاروق، واسمهان، واللذان نجحا في نقل كل جوانب الشخصية سواء المزايا أو العيوب.

وقال الناقد الفني نادر عدلي، إنه من الصعب تقييم مسلسل “الضاحك الباكي”، بعد عرض 8 حلقات فقط، انتظارًا للانتهاء من كل الحلقات للحكم عليه، مشيرًا إلى ضعف الحركة النقدية في مصر نتيجة أن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي ليس لديهم احترافية في النقد الفني، أصبحوا يوجهون الانتقادات للأعمال الفنية دون خبرة.

وأضاف عدلي، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أن مسلسل “الضاحك الباكي” افتقد لدور شخصية نجيب الريحاني في المواقف التاريخية والسياسية خلال فترة الثلاثينات، وهذا نتيجة ضعف السيناريو سواء على مستوى خيال السيناريو أو على مستوى الحوار بين الشخصيات، والذي جاء ضعيفا وغير متعمق.

وتابع أنه بداية من الحلقة الخامسة تحسن أداء الممثلين والمخرجين، كما أن الهجوم على الفنانة فردوس عبد الحميد غير مبرر فيما عدا أول حلقتين، فهي لم تكن مناسبة لطبيعة الدور في هذه الحلقات.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى