آخر الأخبارأخبار محلية

العنداري: يجب ألا نخشى إعلان الحقيقة حتى لو كانت مزعجة

ترأس رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المطران انطوان نبيل العنداري، لمناسبة يوم الاعلام العالمي الـ57، قداسا في كنيسة مار قرياقوس في رشميا.

وقال العنداري في عظته: “في سياق مرحلة تاريخية مطبوعة بالإستقطابات والمعارضات والنزاعات في العالم، التي تسمم القلوب والعلاقات، نحن بحاجة إلى إعلام لا يؤجج الحقد والإستفزاز، ولا يولد الغضب ويغذي العدوانية والمصادمة، بل إلى تواصل يساعد على التفكير بهدوء وفهم الواقع ويقود إلى الحوار. تأملنا في السنوات الماضية في الأفعال: “هلم وانظر” سنة 2021، “والإصغاء بأذن القلب” سنة 2022. يدعو قداسة البابا هذه السنة إلى “التكلم من القلب”. القلب الذي يدفعنا لكي نذهب وننظر ونصغي. القلب الذي يحركنا لكي نتواصل بشكل منفتح وندخل في ديناميكية القبول والحوار والمشاركة. فإن أصغينا إلى الآخر بقلب نقي، يمكننا ان نتكلم بحسب الحق بالمحبة”.

وتابع: “يجب ألا نخشى إعلان الحقيقة، حتى لو كانت مزعجة في بعض الأحيان، ولكن لا يجب إعلانها بدون محبة أو من دون قلب. فالتكلم من القلب ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى من أجل تعزيز ثقافة السلام حيث توجد النزاعات والحروب. ومن أجل فتح مسارات تسمح بالحوار والمصالحة حيث تتفشى الكراهية والعداوة. من الملح أن ننشر إعلاما وتواصلا غير عدائي. ومن الضروري أن نتغلب على عادة تشويه سمعة الخصم بسرعة. أجل، يجب أن نرفض كل شكل من أشكال الدعاية التي تتلاعب بالحقيقة وتشوهها لأغراض إيديولوجية. علينا، على عكس ذلك، أن نعزز، على جميع المستويات، تواصلا يساعد على خلق الظروف من أجل حل النزاعات بين الشعوب”.

وقال: “أيها الإعلاميون والإعلاميات، ويا أيها الناشطون والناشطات على وسائل التواصل الإجتماعي الأعزاء، لن يسود سلام بين الناس، إن لم يسد أولا في القلب. كم نحن في حاجة إلى أن تكون حياتنا ولغتنا في التواصل لغة القلب. نشهد للحق بالمحبة. لو كانت عندنا لغة القلب، لما كنا رأينا ونرى ما يجري في أيامنا من انتفاء لمخافة الله في قلوب الكثيرين، فاستباحوا ما لا يستباح من تفرقة. لقد جعل الإعلام ووسائل التواصل الجديدة من العالم، كما هو معلوم، قرية كبيرة. فما من أمر يحدث إلا كان له تاثيره على العالم أجمع. لذلك إن لغة القلب وثقافة السلام يقتضي لها جهدا فرديا وجماعيا لتظهير شفافية القلب وأخلاقية النزاهة وتوطيد قواعد المحبة والحق والسلام. إن وجها من وجوه الصدق في التعاطي الإعلامي، والتخاطب بلغة القلب، يقتضي الوفاء لقيم الحقيقة والأخوة الإنسانية، وسبل مواجهة التناقض الفاضح في التعليقات اللامسؤولة والتجريح لتجنب النزاعات. ولا شك أنكم تعرفون أن ما نعيشه في الواقع اللبناني من إنقسامات وخلافات يتجلى في التخلف والظلم والأزمات المتلاحقة والتقهقر في التضامن بين الأفرقاء والأجيال. فلتكن لدينا الشجاعة والجدية والمصداقية في إرادة التواصل لنشرع أبواب قلوبنا لإعلام يعتمد لغة القلب في قول الحقيقة، لنشعر في وطننا أننا مواطنون، متواصلون على أهداف خيرة لبناء مجتمعنا، وتعزيز أخوتنا، حراس بعضنا لبعض، بعيدا عن صراع الأخوة الأعداء”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى