ما يجب معرفته عن الانتخابات العامة في ألمانيا؟

نشرت في: 23/09/2021 – 17:51آخر تحديث: 23/09/2021 – 17:56
يصوت الناخبون في ألمانيا الأحد 26 سبتمبر/أيلول لاختيار أعضاء البرلمان أو ما يعرف بالبوندستاغ. وستتيح هذه الانتخابات تعيين خلف للزعيمة أنغيلا ميركل التي شغلت منصب المستشارة الألمانية لأربع ولايات متتالية.
من سيخلف أنغيلا ميركل؟ التحدي الأبرز للانتخابات العامة في ألمانيا التي تنظم الأحد 26 أيلول/ سبتمبر.
تتطلب معرفة النتيجة النهائية لهذا الاستحقاق التاريخي القليل من الصبر، لا سيما أنه سيمثل نهاية ستة عشر عاما من حكم أنغيلا ميركل كمستشارة، كما أنه سيكشف في النهاية عن اسم رئيس الحكومة المقبل للقوة الاقتصادية الرائدة في أوروبا. فتتميز ألمانيا بنظام انتخابي خاص وجملة من التحالفات المعقدة التي هيمنت على المشهد السياسي في البلاد لعقود. فيما يلي دليل لفهم نظام التصويت الذي سيجري يوم 26 أيلول/ سبتمبر.
من هم المنتخَبون الأحد؟
لن يصوت الألمان مباشرة لانتخاب مستشار جديد، بل سيختارون النواب الذي سيشكلون البوندستاغ، ما يعادل إلى حد ما الانتخابات التشريعية في فرنسا على سبيل المثال.
لكن خلافا لما هو معتاد، لا يعرف الألمان مسبقا عدد النواب الذين سيتم انتخابهم عقب هذا الاقتراع. نظريا يتألف البوندستاغ من 598 منتخبا، لكن منذ عام 2002 يزداد العدد، حيث سجل عام 2017 رقم قياسي بـ709 منتخبا. ومن المرجح أن يتجاوز هذا العام 800 أو ما يقارب الألف. لماذا؟ هذه أحد النتائج الرئيسية لنظام التصويت الألماني المعقد للغاية.
لمن يتم التصويت؟
لكل ناخب ألماني صوتان. الأول يكون لاختيار ممثل واحد عن دائرته الانتخابية عقب تصويت بالأغلبية. بهذه الطريقة يتم انتخاب 299 نائبا لضمان حصولهم على مقاعد في البوندستاغ الجديد.
للمزيد – ريبورتاج: تراجع نسبة البطالة خلال فترة حكم ميركل لم يمنع من تزايد أعداد الفقراء في ألمانيا
في نفس الوقت يصوت الناخبون مرة أخرى على قائمة على المستوى الوطني. وهذا التصويت هو الأكثر أهمية، فهو يحدد التوزيع النسبي لإجمالي عدد المقاعد في البوندستاغ بين مختلف الأحزاب التي حصلت على أكثر من 5 بالمئة من الأصوات.
هذه النتيجة النسبية تسمح بمعرفة عدد المنتخبين عن كل ولاية والذين يمكن “نظريا” لكل حزب إرسالهم إلى البوندستاغ، لكن يمكن لبعض الأحزاب الحصول على مقاعد نيابية أكثر مما أفرزت نتائج التصويت على القائمات الوطنية.
لماذا؟ لأنه وببساطة لديهم المزيد من المرشحين المنتخبين بفضل التصويت حسب الدوائر الانتخابية. فعلى سبيل المثال يمكن لأحد الأحزاب الفوز بثماني دوائر محلية لكن إثر التصويت على المستوى الوطني لا يتاح له سوى خمسة مقاعد، ثم في نهاية الأمر بإمكان هذا الحزب إرسال ثمانية منتخبين إلى البوندستاغ.
للمزيد – عهد ميركل: عودة على 16 عاما من حكم المستشارة الألمانية
وضع غير مألوف لكنه وارد جدا في ألمانيا، خلال انتخابات 2017، في 13 ولاية من أصل 16، تمكنت أحزاب معينة -بشكل رئيسي الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي- من إرسال منتخبين كثر إلى البوندستاغ بفضل التصويت النسبي.
للتعويض عن هذا الفائض من النواب الذي يخل بتوازن القوى الذي حدده التصويت النسبي، تُمنح الأحزاب “المخدوعة” صلاحيات إضافية لاستعادة التوازن. وهو ما يقف وراء تضخم عدد المنتخبين…
من يترشح؟
يقدم 47 حزبا 6211 مرشحا، إما على قوائم أو بشكل فردي في الدوائر الانتخابية، في جميع أنحاء ألمانيا.
الأحزاب الستة الرئيسية التي تأمل في تقاسم المقاعد في البوندستاغ هي: الحزبان التاريخيان الرئيسيان – حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (يمين الوسط) والحزب الديمقراطي الاشتراكي (يسار الوسط) – وأنصار البيئة بحزب الخضر، والحركة الشعبوية اليمينية المتطرفة “البديل من أجل ألمانيا”. وليبراليي الحزب الديمقراطي الحر وحزب اليسار الراديكالي “دي لينك”.
بعض الأحزاب اقتصرت على الترشح في ولاية واحدة، مثل غاردينبارتي – حرفيا حزب البستانيين – الذي لديه مرشحان فقط في ولاية ساكسونيا-أنهالت أو حزب الحب الأوروبي الذي يركز على ولاية راينلاند-شمال ويستفاليا.
هذا العام، قدم حزب يدعي صراحة أنه نازي مرشحين في ولايتين ساكسونيا وبافاريا. الويغ الثالث أي الطريق الثالث – إشارة مستترة إلى الرايخ الثالث – حزب لا يخفي عنصريته ومعاداته للسامية، اجتذب اهتمام الكثير بملصقات حملته التي تدعو إلى “شنق” المرشحين الخضر.
متى نعرف اسم خليفة أنغيلا ميركل؟
سيبدأ صدور النتائج الأولى اعتبارا من الساعة 6 مساء من يوم الأحد 26 أيلول/ سبتمبر. وسيكون وقتها من الممكن معرفة الحزب المتقدم في الانتخابات.
إثر الإعلان عن الأحزاب المتقدمة في النتائج تبدأ جولة المفاوضات لمحاولة بناء تحالف يكون أساسا للحكومة الجديدة. هذا في حال لم يحصل حزب ما على الأغلبية المطلقة في نهاية الانتخابات وهو ما لم يحدث منذ عام 1961.
ويمكن لهذه المفاوضات أن تطول، فبعد انتخابات عام 2017 ، تطلب لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة أنغيلا ميركل 117 يوما لتشكيل الحكومة.
تتفق الأحزاب المتحالفة على اسم المستشار الجديد الذي يمثل أخيرا بعد ذلك أمام البوندستاغ الذي سينتخبه رسميا.
في الوقت الحالي، المرشحون الرئيسيون لهذا المنصب هم: أولاف شولتز عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأرمين لاشيت بدعم من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد المسيحي الاجتماعي، وأنالينا بربوك عن حزب الخضر، وكريستيان ليندنر الذي يرتدي ألوان ليبراليي الحزب الديمقراطي الحر. حزب البديل اليميني المتطرف يقدم من جهته ثنائي مؤلف من تينو تشروبالا وأليس وايدل.
سيباستيان سايبت/ صبرا المنصر
مصدر الخبر
للمزيد Facebook