ممثلاً بري وميقاتي.. الحلبي رعى اطلاق اسم جان عبيد على متوسطة النهضة الرسمية في الميناء
رعى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حفل اطلاق اسم النائب والوزير الراحل جان عبيد على متوسطة النهضة الرسمية المختلطة في مدينة الميناء، وازاح الستار عن لوحة تحمل تسمية “متوسطة جان عبيد الرسمية المختلطة”.
واضاف: “لا يختلف إثنان على ثقافة جان عبيد الموسوعية التي لا تتسع لها مكتبات كبرى، كما لا يختلف إثنان على حنكته وحكمته في الجمع بين ما يعجز الآخرون عن جمعه. فقد ربطتني به علاقة عميقة أنست في خلالها إلى اتساعه الفكري وإحاطته بكل مفاصل الحياة السياسية والثقافية والروحية والاجتماعية. كان يربض على كنز من الأسرار ، وعلى كنز أعظم من العلاقات الشخصية بأرفع الشخصيات في لبنان والوطن العربي وفي الخارج أيضا. ذلك اللماح الذي يغلف الموقف بالثقافة والنكتة الذكية وينتقد خصمه من دون تجريح ويترفع عن صغائر الأمور لأنه يعرف كبار القضايا، فلا يفصح عن كنوز معارفه إلا إذا كان ذلك للجمع ووصل ما انقطع بين متخاصمين. ذلك الحكيم الشجاع الذي لطالما ردد بأنه لا تنقصنا الشجاعة ولا الحكمة لكي نقول أي شيء، لكننا نكتفي بما تسمح به الظروف لكي نعمق الحوار ونرسخ التهدئة ونقرب القلوب ونبرد النفوس المشحونة”.
وتابع: “في عائلة جان عبيد الصغيرة العزيزة السيدة لبنى وسليمان وبدوي وأمل وهالة وجنى، اسمحوا لنا أن نشاطركم مرارة غياب شخصية لم تكن يوما لكم وحدكم بل لكل لبنان وللعالم العربي، مرجعا ومصدرا للحكمة والتنوّر والرأي السديد. ولكننا على ثقة بأن ذلك الرجل الكبير صاحب القلب الكبير والبيت المفتوح ، قد ترك في نفوسكم أرفع القيم وأخلص الصداقات ، ومحبة الناس التي ليس لها حدود”.
واردف: “في التربية أطلق الوزير جان عبيد المناهج الجديدة في العام 1997 وهي المناهج التي لا نزال نستخدمها حتى يومنا هذا، وقال يومها إن المناهج التربوية الجديدة هي من مفاخر الشعوب وإنها يجب ان تكون موضع تجديد مستمر كل أربع سنوات كحد أقصى، لكن الحكومات المتعاقبة قصرت في تلبية هذا الإلحاح. وها نحن اليوم نجدد مناهجنا التربوية في ورشة تقوم بها وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء، بالشراكة مع القطاع التربوي الخاص وكليات التربية والخبراء ونستلهم من تراثنا العبر ومن تاريخنا التربوي السعي الدؤوب نحو الأفضل. نستلهم ايضا رؤية جان عبيد البعيدة المدى يوم أراد أن يكون لدينا كتاب موحد للتعليم الديني، يؤسس لمعرفة الدين الآخر لأن في المعرفة انفتاحا وغنى ، وفي الإنغلاق سدودا في وجه الآخر تعزز الإنغلاق والتعصب وتولد العنف والحروب. لكن هذه الرغبة التي أخذت طريقها إلى التنفيذ احبطتها إرادات لم تعد مستترة، وقد شهدنا نتيجة عدم الأخذ برأي جان عبيد الجامع، مختلف أشكال التطرف والتقاتل من اجل إسم الله، لكن الله محبة ورحمة وغفران، وهو من التقاتل والكراهية بريء”.
وتابع: “شكل جان عبيد وهو القارىء النهم، مدرسة في معرفة الكتب المقدسة والتعمق بها ، فكان يختار آية من الذكر الحكيم ويشرح معانيها ومراميها، وينتقل إلى آية من الإنجيل المقدس ويفعل الأمر نفسه، فيشهد الحاضرون ان كلام الله واحد يدعو إلى الحب والخير والسلام، وان القيم التي ترسخها الأديان السماوية هي الكنز الذي يجب ان تغتني به نفوسنا، ومن هذه القيم الروحية نستشرف العبر لتربية اولادنا”.
وقال: “كانت علاقة عميقة تجمع الزعيم والفيلسوف كمال بك جنبلاط بجان عبيد، علاقة غنية بالثقافة وبروحية الأديان والفلسفات الشرقية ومصادر الحكمة ، وقد كشف الصحافي الأستاذ عامر مشموشي في كتابه الأخير سرا أخبره إياه كمال جنبلاط ، عندما سأله عامر من هو الملاك الحارس الذي تعود إليه قبل إطلاق رأي دقيق، فقال له إنه جان عبيد، وقد حفظ عامر مشموشي ذلك السر سنوات طويلة حتى نشره في كتابه الأخير قبيل وفاته في العام 2020”.
وختم: “اليوم يسعدني أن أحتفل معكم بإطلاق إسم الوزير والنائب الراحل الأستاذ جان عبيد على متوسطة الميناء الرسمية المختلطة، تكريما لمسيرته وفخرا بإنجازاته للتربية وللوطن وادعو إدارة المدرسة إلى تنظيم مسابقة سنوية بين تلامذة المدرسة حول تاريخ جان عبيد ومواقفه وشخصيته لكي يلهم المتعلمين ليحذوا حذوه في الثقافة والانفتاح وحب الوطن. مبروك لوزارة التربية والتعليم العالي ولمدينة الميناء ولطرابلس الفيحاء مدينة الثقافة والعلم والعلماء هذه المدرسة التي تحمل إسم جان عبيد وشكرا لمؤسسة جان عبيد وللعائلة والأصدقاء والمحبين ولجميع من بذل جهدا لنحقق هذه الخطوة”.
وفي الختام ازاح الوزير الحلبي وعائلة الراحل الستار عن اللوحة التذكارية، ثم قدمت مؤسسة الراحل وادارة المدرسة درعين للوزير الحلبي تقديرا لجهوده وعطاءاته في الوزارة بعد ذلك اقيم حفل كوكتيل على شرف المشاركين.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook