سويف ترأس قداسا لكاريتاس في زغرتا
سويف
والقى سويف عظة ركز فيها على اعمال كاريتاس واهدافها “التي تدعم جميع من يحتاجون إلى المساعدة بغض النظر عن العمر والجنس والعقيدة، وذلك مع الحفاظ على كرامة الفرد وتعزيز العدالة والقضاء على الفقر”، مؤكدا أن “كاريتاس هي الكنيسة والكنيسة هي كاريتاس”.
وقال: “مع اعلان قيامة المسيح، نحن اليوم وبطريقة خاصة، نتّحد بالصلاة ونُعيد أخوتنا في مختلف الكنائس التي تتبع التقويم الشرقي، ونعلن نحن وكل المسيحيين في العالم ان المسيح قام من بين الأموات، هذا الاعلان هو اساس حياتنا والركيزة الاساسية لوجودنا والذي بدون عيشه والشعور بحضور يسوع القائم من بين الأموات، حياتنا لا قيمة ولا معنى لها”.
وأضاف: “اليوم نعيش خيبات أمل على مستوى الوطن ولبنان، والشعب اللبناني يعيش خيبة أمل كبيرة، خوفا من الغد وضياع، أين شبابنا اليوم؟ نحن نتكلم بألم، أين شبابنا الذين يحملون شهادات من افضل الجامعات، معظمهم يرحلون، لانهم يرون انفسهم امام حائط مسدود، وبدل ان يؤمن هذا الوطن لهم المستقبل، فهم متروكون للقدر والبطالة والهجرة، وتأمين مستقبل الشباب واجب وحق طبيعي لكل الشباب والشابات”.
وأردف: “نحن بحالة فيها الكثير من الخوف وخيبة الامل، تشبه حالة المسيحية الاولى، ولكن القصة لم تنته هنا بل هي ابعد من ذلك، القصة هي ظهور يسوع وقيامته، القصة كانت موجودة في الماضي وما زالت موجودة في حاضرنا اليوم، هي حضور يسوع المسيح وظهور المسيح القائم الدائم ظهوره في حياتنا، بخيبة أملنا يسوع موجود، بإحباطنا يسوع موجود، في الضياع الذي نعيشه لا ننسى انه موجود وهو الحاضر، وكما سمعنا في انجيل اليوم”.
وشدد على أن “حضور يسوع هو الذي يعطي السلام للانسان، ظهور يسوع هو الذي يعطي السلام الذي يتيح للانسان ان ينتقل من الموت الى الحياة المتجددة، حضور يسوع، وهو الاله الحي واليه وحده نسجد واياه وحده نعبد، اركز على هذه الكلمات حتى يكون هناك وعي في قلب شعبنا اللبناني بمختلف طوائفه وأديانه، والا تكون هناك عبادة سوى للرب، ولا يكون عندنا سوى سجود ليسوع المسيح ، لان عبادة الاشخاص تؤدي الى حائط مسدود ، الى خيبات أمل، وعبادتنا وحدها الى الرب يسوع المسيح هي التي تعطي الرجاء والحب والمعنى الحقيقي في حياة الانسان”.
وقال: “في هذا الاحد المبارك نشكر الرب على كاريتاس، وعلى حضورها، وعلى هذه الجماعة الموجودة بيننا، فكاريتاس تخدم الانسان، وتسعى لصون كرامته، ونشكر كل افراد عائلة كاريتاس، وعلى راسها الاب عبود، واشدد ان كل عضو من اعضاء الكنيسة بكل رعية وبكل ابرشية هو بالمعمودية عضو كاريتاس، اي ينتمي الى مشروع المحبة، ومشروع العطاء والانتماء ليسوع المسيح ويعيش التضامن والاخوة ويعيش هذا الشعور مع الاخر، وينتظر سلام المسيح، فعندما يكون في قلوبنا سلام المسيح لن نستطيع ان نعطي بعضنا البعض الا سلام المسيح”.
وأضاف: “تعلمون ان كاريتاس في مختلف المناطق لديها محطة سنوية، وهي اللقاء حول يسوع المسيح في الذبيحة الافخاريستية في مائدة المحبة، لنكون جميعنا كاريتاس، فعندما اقول كاريتاس، لا يعني اننا نتكلم عن جمعية غريبة ولا مؤسسة مدنية، بل انا اتكلم عن قلب الكنيسة، لان كاريتاس هي الكنيسة والكنيسة هي كاريتاس، بمعنى ان كاريتاس هي المحبة، فلا كنيسة بدون محبة، وكاريتاس هي رسالتها وشهادتها، ودورها في قلب الكنيسة هي ان تشهد لمحبة يسوع المسيح من خلال هذه الشهادة تكون كاريتاس تجسد في الواقع الانساني والاجتماعي، وفي حياة الناس خاصة اخوتنا المتألمين والمجروحين بكرامتهم الذين يعيشون الفقر الروحي والعوز لوجود شخص آخر في حياتهم، كاريتاس موجودة باسم يسوع المسيح، باسم كنيسة المسيح حتى تكون السامري الصالح لتكون من خلال حضورها حضور يسوع”.
وتابع: “ان لاحظتم الاناجيل كلها تركز على حضور يسوع وظهوره القائم من بين الاموات في حياة الجماعة والكنيسة الاولى، الناس الذين تبعوا يسوع وأحبوه ووجدوا أمام صدمة تاريخية ووجودية وكيانية عندما اتبعوا هذا المعلم ورأوا هذا المعلم معلقا على الصليب، عاشوا خيبة الامل والاحباط والخوف وبدأوا يطرحون تساؤلا ما معنى حياتنا بعد ان تركنا كل شيء وتبعنا هذا المعلم والقائد والمسيح المنتظر ورأيناه ميتا على الصليب. لذلك هذا الاختبار الذي عاشته الكنيسة الاولى وما زلنا نعيشه، هذا اختبار انساني يوجع ولكنه موجود ولا يمكن ان ننكره، يعبر عن الوجع والخوف والاحباط وخيبات الامل التي نعيشها على مختلف المستويات، على المستوى الفردي والعائلة وجمعاتنا الرعوية والكنسية”.
وقال: “خلال القداس سنعطي بعضنا البعض السلام، هذه الرتبة هي حضور المسيح القائم والذي يعطينا سلامه والذي نتبادل بيننا هذا السلام، ليس في اليد فقط بل بالقلب والفكر والنية، ويجب ان أكون حامل سلام المسيح، وسلام المسيح القائم الى العالم الذي يحتاج الى سلام يسوع الحي والمنتصر على الموت”.
وختم:” نبارك لكاريتاس، في شهادة الخدمة وشهادة المحبة وفرح العطاء، والشكر لكل افراد كاريتاس الذين يشعرون مع اخوتهم البشر المتألمين، احيي كل اللبنانيين الذين يعيشون بشكل رائع يفوق كل الهياكل الرسمية والهيكليات الرسمية، وخصوصا اللبنانيين المنتشرين الذين يحملون المحبة في قلوبهم، فانا لم ار شعبا اكثر حبا وسخاء وتضامنا مع اخوته في الوطن المتألم كالشعب اللبناني، وهذه نعمة كبيرة، وهي علامة حضور الرب في حياتنا، في حياة هذا الشعب الطيب الذي ما زال يؤمن بالرب والمحبة والاخوة والتضامن والعطاء. ان شاء الله سيكون هذا الاحد مباركا، وخدمتنا في كاريتاس تكون خدمة محبة وانحناء امام الفقير كالسامري الصالح، نخدم بصمت وفرح، وبذلك نكون شهودا ليسوع القائم من الموت، له المجد والسجود والاكرام, آمين”.
حبيب
وتحدثت رئيسة قسم اقليم كاريتاس الزاوية حنان الشويري حبيب فقالت: “نجتمع لنعبر عن محبتنا وتضامننا مع بعضنا البعض ومع كل محتاج في نطاق إقليم كاريتاس الزاوية، نجتمع في هذا اليوم المميز بروح المحبة والعطاء، نحتفل بقيم الرحمة التي تعلّمناها من خلال خدمة الآخرين بكل حب واخلاص، ونتمنى أن يملأ السلام قلوبكم، وأن يعطينا الله القوة لنواصل عملنا من أجل الخير والعدالة. في هذا اليوم المبارك، ندعو الله أن يمنحنا النية الصافية والقوة لنستمر في خدمة الفقراء والمحتاجين باسم الأخوة” .
اضافت:” نتشارك معا في هذا القداس لأننا عائلة واحدة تسعى لنشر الخير وروح الخدمة التي ترسخت فينا بفعل أعمال كاريتاس التي لا تنتهي على هذا الصعيد”، لافتة الى ان “مساعدة الفقير هي خطوة متواضعة على طريق خلق مجتمع أكثر عدالة وأنسنة وحيث يتساوى الجميع وتتوفر لهم الكرامة”.
وختمت: “تعودنا على دعمكم ونثمن حضوركم اليوم، وندعو الله أن يبارك جهودنا المشتركة في خدمة المحتاجين وتخفيف معاناتهم”.
عويس
وكانت كلمة للاب عويس قال فيها: “نحتفل هذا الصباح بذبيحة الشكر في هذه الكنيسة المباركة، شاكرين الرب على نعمه وعطاياه”، مضيفا “انت جمعية كاريتاس كالسامري الصالح يبلسم الالام للفقراء والمحتاجين والمعذبين. انتم من تقفون الى جانب كل من يعاني من صعوبات في حياته اليومية، انتم الضمير الحي والطيب، انتم تحملون رسالة انسانية بكل ما للكلمة من معنى، انتم ينبوع العطاء والرحمة ومعقل الامل وموئل التضحية”.
وختم:” نصلي لكم ونقدم الشكر لكل فرد من عائلة كاريتاس، وعلى راسها الاب عبود، ولكم مني ومن كل ابناء رعيتي المحبة والتقدير والاحترام”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook