طرح تسويتين رئاسية وسياسية يصعب انجازه.. فمن يأخذ زمام المبادرة للحل؟
وهنا تستبعد أوساط سياسية مطلعة لـ ” لبنان 24″ ان يكون هناك تحضير لطرح يتصل بالتسوية في لبنان في هذه الفترة بالذات ، إذ إن الطريق لأنجازها مقفل محليا، ولذلك يتم العمل على أن تقوم فكرة من الخارج ، لاسيما أن مواقف القوى السياسية لا تشي بأن هناك ترحيبا بالتسوية أو حتى القبول بها إلا إذا كانت مناسبة ووفق قواعد محددة ومحكمة بحيث تلزم الأفرقاء في الداخل بها ، والدعوة إلى التسوية لا تعني أنها حاصلة أو أن هناك عملا يجري لها في سياق قرار متخذ، معلنة أن اللجنة الخماسية لم تصل إلى مرحلة السعي لتسوية، انما هذه الفكرة تتطلب تخميرها والتأكد من ملاقاة الجميع لها ، إذ تجاوزت المفهوم السابق وصار طبيعيا أن تتحول إلى مفهوم آخر جديد انطلاقا من توازنات نيابية وسياسية .
وتشير الاوساط إلى أن الحل قد يأخذ صفة قريبة من التسوية في وقت ما، وحتى الآن ما من كلام سوى عن تزخيم للملف الرئاسي قبل الانتقال إلى تهيئة الأرضية لاسيما أن الحوادث التي سجلت مؤخرا وقبل ذلك ملف الجنوب، زادت الشرخ بين القوى السياسية ما جعل العمل على إيجاد مخرج وسطي صعبا للغاية .
وترى الأوساط نفسها أن المرشح الثالث الذي يعمل على التسويق له في إطار النقطة المشتركة قد يصبح في مكان ما مضمونا لهذه التسوية ، انما هذا المرشح لم يتظهر بعد وينتظر إزالة اعتراض قوى الممانعة عليه وتأييد طرحه كي ينتقل الملف إلى خطوة جديدة. وتقول الاوساط إن طريق التسوية محفوفة بالمخاطر والهواجس ولكن متى حان وقتها تبصر النور في غضون أيام .وهنا يصعب توقع سيناريو التسوية وكيف ستخرج وبأي شكل، كما ان دخول ملف النازحين السوريين على الخط من جديد قد يعلق البحث في الملف الرئاسي أو الحراك بشأنه.
اما بالنسبة إلى التسوية المطلوبة في ملف الجنوب، فإن الأوساط تقر بأن المسألة تتصل بالضغط الدولي والإقليمي من أجل التوصل اليها ووضع خارطة طريق بشأن القرار 1701 والعودة إلى اتفاق الهدنة عام 1949، وهذا الأمر غير محسوم، لأن لعبة الميدان هي المتحكمة بهذا الملف، حتى أن المفاوضات بشأن التهدئة على الجبهة الجنوبية تذهب من تعثر إلى آخر .
وفي الخلاصة، لن تشق التسوية طريقها الآن لا في الرئاسة ولا في الجنوب، لكن ما من شيء يحول دون تحديد العناصر المطلوبة لذلك، على أنه ليس معروفا بعد مَنْ يسبق مَنْ ، حتى وإن كان البعض يقول أن التسوية الرئاسية هي الأصعب.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook