آخر الأخبارأخبار محلية

العينُ على “حزب الله”.. هل سيتمسّك ببقاء الحريري؟

انصرف تيار “المستقبل” مؤخراً نحو التمهيد لعودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، وقد بات العديدُ من نواب التيّار يتحدثون عن أن تلك العودة باتت قريبة جداً، وأنّ “الحريري سيُصارح الجميع بشكل علني خصوصاً عندما يتعلق الأمرُ بخياراته الانتخابيّة”.

 

ما يبدو حالياً هو أنّ الاندفاعة “المستقبليّة” للتصريح عن الحريري، قد جاءت بعد “صمت سياسي” متعمّد خرقته بعض التصريحات في العموم، إلا أن الأكيد في الوقت الراهن هو أنّ الجميع ينتظرُ ما سيقرّره الحريري من أجل رسم خارطة الطريق للمرحلة المُقبلة.

 

اليوم، يترقّب الكثير من خصوم الحريري القرارات التي سيتخذها، سواء لناحية التموضع السياسي – الانتخابي أو للمشروع الجديد الذي سيحمله وسط التغيرات القائمة. ووسط كل ذلك، فإنّ الأنظار تتجه إلى موقف “حزب الله” من رئيس “التيار الأزرق” ومن معركة إلغائه، خصوصاً أنّ الانتخابات النيابية المقبلة فرضت عنوان مجابهة “التحجيم”، وطرحت معركة البقاء وعدم الاستسلام.

 

من المعروف تماماً أنّ العلاقة بين “حزب الله” والحريري يشوبها التباعد والنفور، أقله على الصعيد السياسي. إلا أنه وسط ذلك، فإنّ التواصل بين الطرفين كان مستمراً وإن كان ذلك في إطار تنسيق، أو متابعة، وقد تجلى ذلك خلال آخر مرّة جرى تكليف الحريري فيها لتولي رئاسة الحكومة، العام الفائت.

 

من وجهة نظر “حزب الله”، فإنّ ربط النزاع مع الحريري أفاده وأفاد الأخير، إذ ساهم في “حقن الدماء بين الطائفتين السنية والشيعية”. وعلى هذا الأساس، فإنّ التفريط بربط النزاع هذا إنما يعتبرُ بمثابة إعلان حرب جديدة وتدمير ما تم بناؤه من مُهادنة وتفاهمات.

 

بالنسبة لـ”حزب الله”، فإنّ التفريط بالحريري سيفتح الباب أمام معركة طائفية جديدة، خصوصاً أن الظروف التي تشهدها البلاد تتجهُ نحو الأسوأ، وما تحجيم الطائفة السنية إلا خطيئة يجب العزوف عن ارتكابها بأسرع وقتٍ ممكن.

 

فعلياً، فإنّ الحزب لا يرى في الحريري شخصية سياسية مُنفّرة، كما أنه يتقبله باستمرار وبات يعرف كيفية التعاطي معه عندما يتصل الأمر بالملفات السياسية الحسّاسة. وهنا، فإن هذا الأمر يعتبرُ من مصلحة “حزب الله” ورئيس مجلس النواب نبيه بري أيضاً، إذ أن الأخير يرى أن كسرَ أي ركن من أركان التوازنات في لبنان سيؤدي إلى اهتزاز في الكيان برمته، وهذا ما لا يريده الحريري أيضاً أو أي طرف آخر.

 

كذلك، يتضح أكثر بالنسبة لـ”حزب الله” أنه ما من بديلٍ سنيّ لـ”تيار المستقبل” الذي يعتبرُ من الأحزاب الموجودة في الكثير من المناطق. وعلى الرغم من وجود أطراف سنية جديدة على الساحة، إلا أن الثقة بها ما زالت مفقودة لدى الأركان السياسية الأساسية، لا سيما “حزب الله” وحركة “أمل”.

 

خلاصة القول إذاً هي أن بقاء الحريري هو أساسيّ بالنسبة للجميع، كما أن تكريس قوة تيار “المستقبل” من جديد تضع حداً لبدائل يراها الثنائي الشيعي “مشبوهة”. وعلى أيّة حال، فإنّ الاصطفاف السياسي سيفرض حكماً مراعاة للتوازنات وضرباً لقاعدة الإلغاء التي حصلت سابقاً وباتت نتائجها تُحصد اليوم.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى