آخر الأخبارأخبار محلية

بالنسبة لـحزب الله وإيران.. ماذا يعني إغتيال محمد زاهدي في سوريا؟

تحولت سوريا خلال السنوات الماضية، لساحة يترجم عليها الصراع بين إسرائيل وإيران، والذي بدأ يتسارع ويتصاعد أكثر عقب هجوم 7 تشرين الأول الماضي.

وفتح استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، أول أمس الإثنين، والذي أدى إلى مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، محمد رضا زاهدي فصلاً جديداً من الصراع الذي وصل هذه المرة حد استهداف منشآت دبلوماسية إيرانية.

وفي تقرير لها نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”، تشير سيث جيه فرانتزمان، إلى أن وفاة زاهدي تأتي في أعقاب سلسلة من الخسائر لإيران ووكلائها في المنطقة. وبحسب الصحيفة، يمثل مقتل قائد الحرس الثوري الإسلامي محمد رضا زاهدي في غارة جوية في دمشق نهاية حقبة بالنسبة لإيران.

وتتلخص هذه الحقبة في صورة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر زاهدي، وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في حزب الله عماد مغنية، وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وقائد الحرس الثوري الإيراني أحمد كاظمي.

وبحسب الصحيفة، فقد مات 4 من هؤلاء الرجال الآن، ولم يتبق سوى نصر الله، وهذا أمر رمزي لأنه يوضح كيف قُتل جيل كامل من المسؤولين الرئيسيين وحلفاء إيران.

هل تفقد إيران قبضتها؟

ووفق التقرير، يعد الأمر رمزياً على مستوى أوسع لأنه يظهر كيف أن إيران قد تفقد قبضتها على سوريا، بينما تعاني سلسلة قيادة الحرس الثوري الإيراني هناك من الخسائر.

وفي قصف القنصلية الإيرانية، قُتل 7 مستشارين وضباط عسكريين إيرانيين، أبرزهم محمد رضا زاهدي، الذي شغل منصب نائب رئيس العمليات في الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى توليه قيادة قواته الجوية والبرية.

وبحسب التقرير، يعد زاهدي “رابع قائد بارز في الحرس الثوري يتم اغتياله” منذ كانون الأول الماضي، واتهمت إيران إسرائيل بالمسؤولية عن الهجوم.

وتأتي وفاة زاهدي في أعقاب سلسلة من الخسائر لإيران ووكلائها في المنطقة. فعلى سبيل المثال، في كانون الأول 2023، قُتل قائد الحرس الثوري الإيراني رازي موسوي في سوريا، وفي كانون الثاني 2024، قُتل 5 آخرون من أعضاء الحرس الثوري الإيراني في دمشق، وتعهدت إيران بالانتقام في ذلك الوقت.

كذلك، قُتل صالح العاروري، وهو قائد بارز في حماس كان يقيم في لبنان، في كانون الثاني الماضي، فضلاً عن استشهاد وسام الطويل، العضو البارز في حزب الله مطلع العام الجاري، وكذلك علي نعيم نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف التابعة لحزب الله وذلك أواخر آذار الماضي.

أزمة لدى إيران

وتشير الصحيفة إلى أن إيران سوف تجد صعوبة في استبدال هؤلاء الرجال، وذلك لأن العديد منهم لديهم عقود من الخبرة في العمل في مختلف وظائفهم.

 

كذلك، كان هؤلاء بمثابة نقاط رئيسية في الشبكة الإيرانية التي تربط إيران بالمجموعات الموالية لها في العراق وسوريا ثم تربط شبكة إيران في دمشق بحزب الله في لبنان.

وتوضيح الصحيفة أن إيران قامت بتسليح حزب الله على مر السنين بأنواع مختلفة من الأسلحة، من الصواريخ إلى الصواريخ المضادة للدبابات، إلى الطائرات بدون طيار والذخائر الموجهة بدقة.

 

مع هذا، تعتمد إيران بشكل كبير على شبكتها من كبار القادة الذين يعرفون بعضهم البعض.

وبحسب التقرير، فإنّ الشبكة الإيرانية تعمل بطريقة تشبه المافيا في المنطقة، حيث أنشأ نسخاً مصغرة مختلفة من الحرس الثوري الإيراني في العديد من البلدان وأنشأ شبكات بالوكالة. كذلك، سعت إيران إلى ربط كل هذه المجموعات معاً في سنوات مختلفة، وتصف طهران ذلك بأنه توحيد “ساحات” أو جبهات مختلفة ضد إسرائيل.

وفي المجمل، هناك ما لا يقل عن 7 جبهات تريد إيران تفعيلها ضد إسرائيل.

وظهرت الوحدة هذا الأسبوع عندما أطلقت مجموعة عراقية طائرة بدون طيار في إيلات، وكذلك مع استمرار حزب الله في تهديداته ضد إسرائيل.

مع هذا، فقد سعت إيران إلى تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية في السنوات الأخيرة، وهذا يوضح أن إيران تواصل إدارة جبهات مختلفة ضد إسرائيل حتى لو تكبدت خسائر في أماكن أخرى.

واختتمت فرانتزمان تقريرها بالقول: “إن فقدان زاهدي مهم بالنسبة لطهران وحلقتها في المنطقة، وسيظل حضوره المفقود في الاجتماعات وفي شؤون أخرى محسوساً لسنوات”. (24)


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى