مسار المرحلة المقبلة فلسطينيا واقليميا.. تسوية سريعة او توسع رقعة الحرب
من الواضح ان الرد الايراني على العدوان الاسرائيلي بات امرا لا مهرب منه، وقد اكد الامين العام لـ”حزب الله”السيد حسن نصرالله هذا الامر خلال اطلالته الاخيرة مشيرا الى ان التحليلات المنطقية تقول ذلك، غامزا من قناة امتلاكه معلومات تحسم اصل حصول ردّ. وقد بنى نصرالله خطابه بالكامل على عاملين، الاول علاقة المحور بإيران التي تقدم الكثير في سبيل فلسطين وقضيتها، والثاني حتمية انتصار غزة بعد فشل الحرب على حركة حماس “الصامدة عسكريا” داخل القطاع المحاصر.
يجد المحور المتحالف مع حماس انه في امكانه الوصول الى انتصار سياسي كبير بأقل خسائر ممكنة، فإسرائيل وصلت الى طريق مسدود والعوامل التي توحي بالمأزق الاسرائيلي التي عددها نصرالله في خطابه تشمل الواقع العسكري والسياسي الداخلي والضغط الدولي وغيرها، الامر الذي يعني ان قدرة اسرائيل على الصمود باتت ضعيفة وهي ستستسلم اولا في عملية عض الاصابع الحاصلة ما سيمنح حماس قدرة على اعادة الوضع في قطاع غزة الى ما كان عليه.
وبمجرد عودة الوضع في القطاع الى وضعه السياسي السابق فإن تل ابيب ستهزم سياسيا وستعاني من ازمات داخلية وقد بات واضحا لدى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ان الافق مغلق بالكامل وهو بحاجة الى الهروب نحو معركة اقليمية يورط فيها الاميركيين عسكريا وهذا ما يخرجه من الازمة ويجعل حجم الكباش اكبر من ان يعرضه للمحاسبة الداخلية بعد التسوية، وعليه قام بتوجيه ضربة الى ايران التي حسمت امرها بالرد لردع اسرائيل ومنعها من تصدير ازمتها في غزة الى الاقليم.
هذه القراءة حتمت على ايران الذهاب نحو رد قاس، لكن من دون ادنى شك بأن هذا الرد ستكون له تبعات، فمن جهة لا يمكن تجاهل الخطوة الاسرائيلية ومن جهة اخرى لا تريد ايران الانزلاق الى فخ نتنياهو، وعليه كان خطاب نصرالله الذي شرعن فيه دخول المحور في حرب شاملة الى جانب ايران في حال قامت اسرائيل بردة فعل على الرد الايراني، كما ألمح بأن هناك استعدادات واضحة لهذا الامر، ودعا الجميع لوضع كل الاحتمالات على الطاولة في انتظار الخطوة الايرانية.
كل هذه التطورات وخطاب نصرالله الواضح، مضاف عليها التصعيد الاميركي ضد نتنياهو والذي تمثل بشكل واضح خلال الاتصال الهاتفي بينه وبين الرئيس الأميركي جو بايدن، توحي بأن الايام المقبلة، وفي اسوأ الاحوال الاسابيع القليلة المقبلة، ستكون المنطقة امام الحقيقة، فاما ستشهد تصعيدا كبير وردا ايرانيا ورد اسرائيليا على الرد، وتدحرج الامور الى ما لا يريده الجميع، او خضوع اسرائيل للمطالب الفلسطينية والاتفاق على وقف نهائي لاطلاق نار.
تقول المعلومات ان الازمة الحقيقية التي تعيق التوصل الى حل في مفاوضات الدوحة بين حركة حماس من جهة واسرائيل من جهة ثانية هي عودة النازحين بعد الاتفاق على كل باقي التفاصيل. فحماس تريد عودة غير مشروطة في الوقت والعدد، واسرائيل ترفض ذلك.وعليه فإن هامش الخلاف بات ضيقا ويمكن الوصول الى حل واضح حوله اذا توافرت الارادة السياسية، وقد يكون الضغط العسكري الذي سيحصل خلال ايام هو الدافع الاول للتسوية وليس للتصعيد.
المصدر:
خاص- “لبنان ٢٤”
مصدر الخبر
للمزيد Facebook