آخر الأخبارأخبار دولية

من “بيليه الأبيض” إلى “الجوهرة” و”الأمير”… لاعبون كافحوا للخروج من ظل الأسطورة البرازيلي


نشرت في: 31/12/2022 – 15:55آخر تحديث: 31/12/2022 – 16:02

ترك النجم البرازيلي بيليه بصمة لا تمحى على تاريخ كرة القدم العالمية، فهو أصغر لاعب يسجل في مباراة نهائية لكأس العالم، واللاعب الوحيد الذي فاز بالبطولة الأغلى ثلاث مرات. ومنذ أواخر الستينيات، بدأت الصحافة والمشجعون والخبراء الرياضيون بالمقارنة بينه وبين النجوم الجدد للعبة، مطلقين على بعضهم لقب “بيليه الجديد” أو اسما آخر يذكّر بـ”الملك” و”الجوهرة السوداء”.

منذ المراحل الأخيرة من مسيرة النجم البرازيلي الذي حمل لقب “الملك” و”الجوهرة السوداء”، أطلق المشجعون والصحافيون وخبراء اللعبة لقب “بيليه الجديد” على العديد من اللاعبين من بلدان مختلفة، إلا أن حمل هذه التسمية كان ثقيلا للغاية.

مبابي “الملك” الفرنسي الجديد

قال الدولي البرازيلي ذات يومٍ “كما هو الحال في الموسيقى، حيث يوجد فرانك سيناترا واحد وبيتهوفن واحد فقط، أو في الفنون حيث هناك ميكلانجلو واحد، ففي كرة القدم الأمر ذاته، يوجد بيليه واحد فقط…أغلق والدي ووالدتي المصنع!”

إلا أن بيليه شاهد بعينيه على شاشة التلفاز الإنجاز الذي حققه الدولي الفرنسي كيليان مبابي عندما أصبح في مونديال روسيا 2018 ثاني أصغر لاعب يسجل هدفا في نهائي كأس العالم بعد الأسطورة البرازيلي ذاته في العام 1958.

غرد حينها عبر حسابه على تويتر “إذا استمر كيليان في معادلة أرقامي على هذا النحو، سيتعين علي ارتداء حذائي مجددا”.

بعد قرابة تسعة أشهر من هذا الإنجاز، قال لاعب باريس سان جرمان في مقابلة لوكالة الأنباء الفرنسية على هامش مشاركته في حفل ترويجي لإحدى العلامات التجارية الخاصة بالساعات مع البرازيلي في باريس “هناك ’ملك‘ واحد. أنا فقط كيليان. أعرف جيدا أنني لن أقوم أبدا بما قام به”.

وحين سألت وكالة الأنباء الفرنسية اللاعب الوحيد في التاريخ المتوج بثلاثة ألقاب في كأس العالم عن نصيحته لمبابي كي يحقق مسيرة ناجحة مثله، قال “ليس بحاجة لأي شيء. قلت له للتو إن عليه أن يكون شابا جيدا وإنسانا لطيفا. ولكن قبل كل شيء أن يبقى هادئا”.

زيكو… “بيليه الأبيض”

صرح البرازيلي الآخر زيكو الملقب بـ”بيليه الأبيض” لوكالة الأنباء الفرنسية قبل كأس العالم 2014 في بلاده “عانى الكثير من اللاعبين لأنهم عندما خلفوا بيليه في مركزه، بما في ذلك البعض من ذوي البشرة السوداء مثل بيليه، تعرضوا للضغط”.

ويتابع صانع الألعاب الرائع السابق “في فرنسا أطلقوا عليّ هذا اللقب، كان الفرنسيون هم من جعلوني أتحمل هذه المسؤولية. لم أحب ذلك أبدا، لأن بيليه هو بيليه، وهذه مسؤولية كبيرة”.

ويشرح اللاعب الذي لعب لمنتحب السامبا بين عامي 1976 و1986 “أنا فخور لأن الناس تتذكرني وتقارني ببيليه، لأنه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم. ولكن أن أدخل إلى أرض الملعب ويطلب مني الناس أن أقوم بما كان يقوم به بيليه، لم أتقبل ذلك أبدا، هذا أمر مختلف”.

كان زيكو بمثابة “نائب الملك” في كرة القدم، إذ لمع نجم اللاعب رقم 10 مع نادي فلامنغو، أشهر الأندية البرازيلية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في ملعب ماراكانا العريق حتى بات هدافه التاريخي.

ولكن على عكس بيليه، فإن زيكو لم يكن محظوظا في نهائيات كأس العالم “لقد لعبتُ ثلاث نسخ من كأس العام (1978، 1982 و1986) ولم أخسر سوى مباراة واحدة. ولم ألعب مباراة نهائية أبدا. هكذا هي كرة القدم”.

أميران برازيليان

نشأ روبينيو ونيمار في سانتوس، النادي الذي جعله بيليه أسطوريا. قال بيليه عن الأول “هذا الفتى سيصبح لاعبا كبيرا” حين كان يراقبه في فرق الفئات العمرية في سانتوس.

عن 18 عاما فقط، قاد “الأمير” نادي سانتوس إلى لقب الدوري في العام 2002 منهيا جفافا دام قرابة 18 عاما، قبل أن يمنحه آخر في العام 2004.

جذب ذلك أنظار ريال مدريد الإسباني الذي تعاقد معه ولعب لصالحه لثلاثة مواسم، إلا أن مسيرته بدأت تتراجع باكرا حين انتقل إلى مانشستر سيتي الإنكليزي، ميلان الإيطالي قبل أن يعود مجددا إلى سانتوس في سن صغيرة نسبيا (30).

شهدت مسيرته مع “سيليساو” الخيبات والنجاحات كان أفضلها الفوز بلقب كوبا أمريكا عام 2007.

تزامنت عودته الأولى إلى سانتوس (عام 2010 معارا من سيتي) مع بزوغ فجر موهبة استثنائية أخرى، نيمار الذي قاد النادي إلى المجد من جديد بعد أن لفت الأنظار في كوبا ليبرتادوريس في العام 2011 ومنحه اللقب. لكن هذه المرة، كانت المقارنة مع بيليه صامتة، وبدلا من ذلك أطلق عليه لقب “الجوهرة” نظرا لمهاراته الاستثنائية.

يعتبر زيكو أن “نيمار هو أحد أفضل ثلاثة لاعبين في العالم. يحمل الرقم 10 لكنه لا يقوم بوظيفة اللاعب رقم 10 التقليدي. ولكن كونه الاسم الكبير في المنتخب ونظرا لأن الرقم 10 حمل هذه الوظيفة منذ بيليه، فقد عاد إليه”.

بات نيمار أغلى لاعب في العالم لدى انتقاله من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جرمان في العام 2017 مقابل 222 مليون يورو، إلا أن مشاهد سقوطه أرضا المتكررة في مونديال 2018 وادعائه التعرض لأخطاء أفسدت سمعته، وفي مونديال 2022 الأخير، عادل الرقم القياسي لعدد أهداف بيليه مع البرازيل (77 هدفا)، لكنه تعرض لإصابة بكاحله أثرت على أدائه ومشاركة بلاده التي ودعت من ربع النهائي بركلات الترجيح أمام كرواتيا.

“بيليه” غاني و”بيليه الجديد”

أطلق على الغاني أبيدي أيو المتوج بجائزة الكرة الذهبية الأفريقية ثلاث مرات (1991، 1992 و1993) لقب “أبيدي بيليه” في سن صغيرة جدا لمراوغاته المدهشة وقاد مرسيليا الفرنسي إلى لقبه الوحيد في دوري أبطال أوروبا عام 1993.

كما أطلق على الأمريكي فريدي أدو لقب “بيليه الجديد” عندما كان في الرابعة عشرة من عمره حين لعب أول مباراة احترافية في عام 2004. ولكن بعد أن دافع عن ألوان بنفيكا البرتغالي وموناكو الفرنسي، لعب بعدها اللاعب البالغ حاليا 31 عاما مع أندية مغمورة في بلدان مختلفة.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى