آخر الأخبارأخبار محلية

الدماء سالت … فاحذروا الغرور!

كتب نبيل بو منصف في”النهار”: سالت في عين إبل دماء لبنانية في النهاية في جريمة بشعة استحضرت واقعات الاغتيالات الإرهابية والترهيبية، كما سالت دماء لبنانية في صدام الكحالة الذي أثار شياطين الفتنة الطائفية والذي تسبّبت به شحنة سلاح لـ”حزب الله” المتجول في لبنان بازدراء لكل من يفتح ملف سلاحه داخلياً ودولياً. ومع ذلك لا يمكن القفز فوق النتيجة الأخطر لهاتين الواقعتين في إيقاظ الحساسية المسيحية الى ذروتها واستنفار الشعور نفسه الذي صاحب وواكب وهيّأ “تاريخياً” لحقبات شديدة القتامة في إحياء العصبية الطائفية فكيف الآن وسط غابة الأزمات المتزاحمة على ضرب نفير الأخطار البنيوية على وحدة لبنانية واهية وممزقة بالكاد يمكن الدفاع عنها بعد أمام الأجيال التي لا تعرف معنى تدمير وحدة لبنان؟

وما دام الشيء بالشيء يذكر، سنتساءل مع الكثيرين بعد الآن، ترى كيف لزعامة “التيار الوطني الحر” أن تكمل في ما يُسمّى حواراً مع شريك تفاهم مار مخايل على أيّ ملف ما دامت تحيّد وتتجاهل ملف سلاح “حزب الله” أولاً وأخيراً، وأي قيمة وجدوى ومشروعية مسيحية ولبنانية ودستورية وسياسية لحوار مبتور كهذا إذا تمادى على وقع دماء لم تجفّ؟

الخلاصة الثانية، وبلا مواربة، ثمة نقزة خطيرة حيال الجيش والقوى والأجهزة الأمنية أصابت اللبنانيين لدى معاينتهم المباشرة لواقعة كوع الكحالة إن حيال “تجول” شاحنة مثقلة بالأسلحة للحزب المهيمن المسيطر على السلطة وإن لجهة عدم المبادرة الفورية لتطويق الصدام بما يمليه المبدأ البديهي الطبيعي في منع الفتنة من التمادي بدءاً بمنع الاستفزاز السافر للدولة والناس سواء بسواء. هذا التعبير السلبي الذي ظهر في نبرة أهالي الكحالة وتصرفاتهم بعد الاستهداف الذي أعقب انقلاب شاحنة مدججة بالسلاح لا يؤخذ بفهم مبسط خطير وبتوظيف سياسي عقيم أو بتجاهل العارف بأن “الأهالي” ليسوا ولن يكونوا في أي مكان متساهلين دوماً حيال الدولة وعسكرها وأمنها إذا كان “حزب الله” وظل من الممنوعات والمحرمات على الدولة!

ثمة الكثير بعد هذا مما يجب على ذوي نزعات الاستقواء أو الغرور أن يراجعوا حساباتهم حيالها. وللبحث صلة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى