آخر الأخبارأخبار محلية

التصعيد لا يزال مضبوطاً

حاولت إسرائيل في الساعات الماضية ايصال رسالة واضحة الى “حزب الله” تقول بأن تصعيدها الاخير والذي استهدفت فيه مناطق وقرى ومدن شمال الليطاني ليست سوى ردّ على عملية الاستهداف الصاروخي العنيف لقواعد عسكرية في مدينة صفد، ولن يكون هذا النوع من الاستهدافات الاسرائيلية امراً مستمراً او تصعيداً بهدف التصعيد، اذ ان تل ابيب توقفت عن استهداف قرى شمال الليطاني امس بشكل كامل.

لكن ردّ “حزب الله” بات امراً حتمياً، وسيكون علنياً، لان الغارات الاسرائيلية لم تتخط الخطوط الحمر لناحية المدى الجغرافي فقط ، بل ادت ايصا الى سقوط اكثر من 10 مدنيين من بينهم اطفال وهذا يعني ان الحزب سيكون محرجاً امام الرأي العام في حال تراجع عن الردّ اولاً، وسيفتح الباب امام اسرائيل لتكرار خروقاتها واستهدافاتها من دون ان تأخذ بعين الاعتبار مسألة المدنيين، ولعل الردّ الذي نفذه امس ووصفه بأنه ردّ اولي دليل على رغبته بالإستمرار بالردود حتى فرض الردع.

قد يؤدي ردّ الحزب المتوقع الى مزيد من التدحرج في المعارك وهذا ما بات من الصعب تجنبه في ظل ادراك تل ابيب ان تصعيد الحزب سيكون مختلفاً هذه المرة، لذلك فقد اخذت تدابير واضحة وعلنية في مستوطنات الشمال حيث اغلقت الطرقات واقفلت بعض المستوطنات، ما يعني ان اسرائيل تحاول تجنب الخسائر تمهيداً لعدم الردّ على ردّ “حزب الله” في حال كان ضمن حدود مقبولة.

المؤشرات التي تختلف بين يوم وآخر، اوحت في الساعات الاخيرة بأن عمليات التصعيد التي برزت وسيطرت الاربعاء على المشهد الميداني، ممكن ان تتراجع بشكل سريع في حال قبل الاطراف بمسار الاشتباك، بمعنى اخر، في حال قبل “حزب الله” بإمكانية قيام اسرائيل بعمليات اغتيال في اي بقعة لبنانية، واكتفى بمستوى الاشتباك الذي اعتمده منذ بداية الحرب، فإن تل ابيب جاهزة لحصر استهدافاتها مجدداً في القرى الحدودية.

في المقابل، وفي حال نفذ “حزب الله” رداً عنيفاً على اسرائيل بعد استهدافاتها العنيفة اول من امس، وقررت اسرائيل إبتلاع الردّ فإن قواعد الاشتباك ستعود الى ما كانت عليه منذ بداية “طوفان الاقصى”، اما اذا لم يكن الطرفان قادرين على القبول بهذا الردع او ذاك فإن التصعيد سيكون حتمياً في المرحلة المقبلة وقد نصل الى حافة الانزلاق نحو حرب شاملة.

كل ما سبق دليل واضح على ان حسم المسار العام للامور غير واضح، علماً ان اسرائيل نفسها غير قادرة على خوض حرب شاملة في لبنان الا من ناحية الاستهدافات الجوية. اما على صعيد الحرب البرية وتحمل المزيد من الخسائر فيبدو الامر صعباً، لذلك فإن الايام المقبلة ستكون مصيرية لناحية فهم كيفية تطور الامور اقله في المدى المتوسط او الى حين الهجوم الاسرائيلي على رفح وانتقال الحرب الى مرحلة جديدة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى