ماكرون يلتقي ميلوني في روما وملفات الطاقة وأوكرانيا والهجرة على رأس قائمة المباحثات
نشرت في: 24/10/2022 – 08:28
خلال زيارته لروما، التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مساء الأحد وبحثا عدة ملفات منها ارتفاع أسعار الطاقة والأزمة الأوكرانية وإدارة تدفقات الهجرة. وكان ماكرون قد صرح في وقت سابق أنه يتطلع للعمل مع المسؤولة الأوروبية بشكل “طموح” ولكن أيضا بـ “يقظة”. وهذا اللقاء هو الأول لميلوني مع زعيم أوروبي غداة تأديتها اليمين الدستورية لتكون رئيسة الوزراء الأكثر يمينية في إيطاليا منذ 1946.
في أول لقاء لها مع زعيم أوروبي، اجتمعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مساء الأحد في روما بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تعهد العمل معها بشكل “طموح” ولكن أيضا بـ “يقظة”.
وبينما حرص الإليزيه على إبقاء تفاصيل اللقاء غامضة، كشفت روما أن الاجتماع “الودي والمثمر”، والذي استمر أكثر من ساعة بقليل، ركز على “الحاجة إلى استجابات سريعة ومشتركة لارتفاع أسعار الطاقة” على المستوى الأوروبي، وتطرق إلى “دعم أوكرانيا” و”إدارة تدفقات الهجرة”. مشيرة إلى أن الزعيمين عبرا عن “رغبتهما في مواصلة التعاون بشأن التحديات المشتركة الرئيسية على المستوى الأوروبي مع احترام المصالح الوطنية لكل منهما”، بحسب روما.
وتأكيدا لرغبته في مواصلة العمل مع الحكومة الإيطالية الجديدة، كتب ماكرون على تويتر “بصفتنا أوروبيين، ودول جوار، وشعوب صديقة، يجب أن نواصل مع إيطاليا كل العمل الذي بدأ. أن ننجح معا، بالحوار والطموح، هو أمر ندين به لشبابنا وشعوبنا”، مرفقا تغريدته بصورة تظهره خلال مناقشاته مع الزعيمة الجديدة.
من جهتها، قالت ميلوني خلال وقت سابق من اليوم نفسه، في ختام أول اجتماع لمجلس الوزراء استمر نحو ثلاثين دقيقة: “علينا أن نكون موحدين. هناك أوضاع طارئة تواجهها البلاد. علينا العمل معا”. وجاء تصريحها على خلفية توتر مع سيلفيو برلوسكوني وماتيو سالفيني اللذين انضما إلى ائتلافها.
وسلم ماريو دراغي الذي ترأس حكومة إيطاليا في شباط/فبراير 2021، السلطة إلى زعيمة حزب “فراتيلي ديتاليا” (إخوة إيطاليا) اليميني المتطرف في قصر كيجي مقر الحكومة. واجتمعا فيما بعد بمفردهما لأكثر من ساعة.
وبعد الاجتماع، سلم دراغي رئيسة الحكومة الجديدة رمزيا الجرس الذي يستخدمه رئيس مجلس الوزراء لضبط النقاشات خلال اجتماعات المجلس.
وأعرب الاتحاد الأوروبي، على لسان رؤساء هيئاته الكبرى الثلاث، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، السبت عن استعداده “للتعاون” مع حكومة ميلوني. وشكرت ميلوني القادة الأوروبيين، قائلة إنها “مستعدة ومتحمسة للعمل” معهم.
“نصلي من أجل الوحدة والسلام”
وقال البابا فرنسيس الأحد من ساحة القديس بطرس: “اليوم، مع بداية حكومة جديدة، نصلي من أجل الوحدة والسلام في إيطاليا”.
وأدت ميلوني ووزراؤها الأربعة والعشرون اليمين الدستورية صباح السبت في قصر كويرينالي الرئاسي في روما، أمام الرئيس سيرجيو ماتاريلا، متعهدين “احترام الدستور والقوانين”.
وعينت ست نساء فقط في مناصب وزارية، وأوكلت إليهن وزارات صغيرة.
وحقّقت ميلوني ذات الـ 45 عاما فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية الإيطالية في 25 أيلول/سبتمبر وتمكنت من تلميع صورة حزبها “فراتيلي ديتاليا” للفاشيين الجدد واعتلاء السلطة بعد قرن بالضبط على تولي الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني الحكم في بلادها، وقد أعربت ميلوني سابقا عن إعجابها به.
وتواجه ميلوني مهمة صعبة، إذ تشهد إيطاليا، ثالث اقتصاد في منطقة اليورو، على غرار الدول الأوروبية الأخرى، وضعا اقتصاديا صعبا بسبب أزمة الطاقة والتضخم، كما سيتعين عليها حفظ وحدة ائتلافها الذي يعاني انقسامات.
وتتمتع ميلوني، مع شريكيها في الائتلاف زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني ورئيس الوزراء السابق زعيم حزب “فورتسا إيطاليا” سيلفيو برلسكوني، بالأغلبية المطلقة في مجلسي النواب والشيوخ.
وقد عكست التشكيلة الوزارية الجديدة رغبة ميلوني في طمأنة شركاء روما القلقين من حكم رئيسة الوزراء الأكثر يمينية والأكثر تشكيكا بجدوى الاتحاد الأوروبي في إيطاليا منذ 1946.
ومن شأن تعيين الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني في منصب نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية، وهو عضو في فورتسا ايطاليا، وتولي جانكارلو جاورجيتي حقيبة الاقتصاد وهو ممثل الجناح المعتدل في “الرابطة” وقد تولى حقيبة وزارية في حكومة رئيس الوزراء ماريو دراغي المنتهية ولايتها، أن يطمئن بروكسل.
طمأنة وترقب
ويتوقع أن تكون مهمة ميلوني صعبة خصوصا أن ائتلافها يظهر تصدعات.
ويتقبل كل من سالفيني وبرلوسكوني تولي ميلوني السلطة على مضض بعدما فاز حزبها بـ26 بالمئة من الأصوات في الانتخابات، في مقابل 8 في المئة فقط لـ”فورتسا إيطاليا” و9 بالمئة للرابطة.
واضطرت ميلوني المؤيدة لحلف شمال الأطلسي ولدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، إلى مواجهة مواقف برلوسكوني المثيرة للجدل هذا الأسبوع إذ أكد “إعادة التواصل” مع بوتين وألقى بالمسؤولية في حرب أوكرانيا على كييف.
وأوضحت ميلوني مسارها الأربعاء مؤكدة أن إيطاليا “جزء لا يتجزأ” و”برأس مرفوع” من أوروبا وحلف شمال الأطلسي. وهي رسالة لاقت أصداء إيجابية في واشنطن وكييف وحلف شمال الأطلسي الذي وجه أمينه العام ينس ستولتنبرغ “تهانيه” إلى ميلوني.
وفي واشنطن، هنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت رئيسة الوزراء مؤكدا أنه “يتطلع” لمواصلة العمل معها فورا لصالح أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر إنه “يتطلع لمواصلة التعاون المثمر”. وأجابته ميلوني: “لستم وحدكم! ستقف إيطاليا دائما إلى جانب الشعب الاوكراني الشجاع الذي يناضل من أجل حريته وسلام شرعي”.
وهنأ المستشار الألماني أولاف شولتز ميلوني في رسالة عبر تويتر، قائلا: “أتطلع إلى مواصلة العمل من كثب مع إيطاليا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook