الجماهير المغربية في صدمة عقب إقصاء الأسود من ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية
لا حديث وسط المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام على الإنترنت، إلا عن إقصاء أسود الأطلس من ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية على يد “أولاد” جنوب أفريقيا. الإقصاء شكل ضربة قاسية لأحلام الجماهير المغاربية، التي آمنت كثيرا بقدرات حكيمي وزملائه في التتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخ بلادهم بعد عام 1976، خاصة بعد الظهور اللافت للمجموعة في مونديال قطر، الذي بوأهم المرتبة الرابعة عالميا.
نشرت في: 31/01/2024 – 13:07
6 دقائق
لم تتجاوز أحلام الجماهير المغربية للذهاب بعيدا في نهائيات كأس الأمم الأفريقية ثمن النهائي، ليودع أسود الأطلس بمرارة المسابقة إثر هزيمة قاسية أمام جنوب أفريقيا مساء الثلاثاء، كان لها وقع الصدمة على هذه الجماهير، التي آمنت بطاقات منتخب بلادها، وأعدت العدة لأعراس من الأفراح في هذه التظاهرة الكروية القارية.
وكان أول المعقبين على هذا الخروج المر من النهائيات، مدرب الأسود وليد الركراكي، الذي استهدفته عدة انتقادات خلال المنافسة بسبب مجموعة من الاختيارات الفنية، يرى البعض أنها كانت سببا في تراجع أداء المنتخب المغربي.
واعتبر الركراكي في تصريح له أن “هذا إخفاق مدرب، ارتكبنا العديد من الأخطاء، وكان ينقصنا الصبر في بناء اللعب. حصلنا على ضربة جزاء وكنا سنعود في المباراة”، معتذرا في الوقت نفسه للجماهير المغربية عن الفشل في تحقيق المزيد من الانتصارات، وتعثره الصادم أمام “الأولاد”.
وكانت الجماهير المغربية تعول على الجيل الذهبي لحكيمي ورفاقه لتمديد متعة الإنجازات الكروية، عقب الظهور اللافت للمجموعة في مونديال قطر واحتلالها للمرتبة الرابعة أمام اندهاش العالم، ما رشحها للفوز بكأس الأمم الأفريقية 2024.
Table of Contents
تحميل المسؤولية للركراكي
ولم تتقبل الجماهير المغربية هذه الخسارة التي فرضت على الأسود العودة المبكرة إلى ديارهم. وحمل الكثيرون المسؤولية للمدرب الراكراكي.
وكتب إعلامي مغربي مقيم بالخارج في تدوينة: “في الأعراف الكروية الدولية، المدرب يقدم استقالته بعد فشله، لكن عندنا المدرب يحمل المسؤولية لنفسه ويتابع…عجبي”.
وكان لغياب زياش تأثير بالغ على هجوم المنتخب المغربي في مباراة الصدمة ضد جنوب أفريقيا. وفقد كل من حكيمي وأوناحي حلقة مهمة في تنسيق العمليات بينهما، فيما لم يتمكن عدلي من سد هذا الفراغ، بحكم تجربته المحدودة في المنتخب.
إضافة لزياش، افتقد الهجوم خدمات بوفال وهو قادر لوحده، في حال وجود صعوبات لتنظيم عمليات هجومية بشكل جماعي، من اختراق الدفاع وصنع ثغرات فيه، يمكن لزملائه استغلالها.
كما أن الأسود غابت عنهم الجرأة في الاندفاع نحو الأمام أكثر، بناء على خطة للمدرب، فرضت عليهم اللعب بحذر، معتمدين أسلوبا يكاد يشابه الطريقة التي لعبت بها جنوب أفريقيا على الرغم من تفوقهم الفني.
ولم تكن الأسود هجوميا تتحلى بالنجاعة بالقرب من المرمى. وهذا لوجود عناصر شابة في الهجوم ورأس حربة لا يشارك في صنع الأهداف عادة، وإنما ينحصر دوره في التهديف أي يجب أن تمرر له الكرة في مواقع تساعده على تحويل الكرة للشباك.
اقرأ أيضاجدول مباريات ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية 2024
لقب طال انتظاره
تعبت الجماهير المغربية من الانتظار للتتويج مرة أخرى، بعد لقب وحيد فاز به الأسود في 1976. ولم تعد القراءات للمباريات تشفي غليل مختصين في كشف الأدواء التي تحيل دون ذلك.
حسن العطافي أحد الصحافيين المغاربة المخضرمين، العارفين بخبايا الرياضة عموما وكرة القدم خاصة، اكتفى في حسابه على فيس بوك بإعادة نشر تدوينة سابقة يقول فيها: “خصنا شي كاس أفريقيا فيه الفينال ديريكيت عيينا ما نتسناو اللقب الثاني…”، أي “ينقصنا إجراء كأس أمم أفريقيا، يلعب فيها النهائي مباشرة، تعبنا من انتظار اللقب الثاني”.
والتبريرات التي تصدر من هذه الجهة أو تلك لتفسير الهزيمة لم يتقبلها البعض. “سيبدأ مسلسل الدفاع عن الفشل وتسويغ الهزيمة”، بحسب أحد المدونين. كما يضيف آخر “فشل الشعب في تحقيق حلم الوصول إلى نهاية كأس أفريقيا، لذا عليه أن يغير انتظاراته، ويضع قدميه على أرض الواقع، ويحين أحلامه”.
اقرأ أيضاعودة على التغطية المباشرة للمباراة
“انهض يا بطل وشكرا وليد”
لكن هذه اللغة التي تنتقد بقوة ما آل إليه المنتخب المغربي في نهائيات كأس الأمم الأفريقية، يرفضها آخرون. كما هو شأن المدون نبيل ع. “سحقا لكل محلل سيجلد منتخب وطنه”.
#انهض يابطل #روبيرتو #باجيو أضاعها في نهائي كأس العالم… شكرا وليد، شكرا لجميع اللاعبين شكرا لجنود الخفاء. مع منتخبنا في السراء والضراء، نعم لن نلومكم فهي في آخر المطاف لعبة…#حي على العمل #حي على العمل #حي على العمل…و ديما مغرب”.
وفي نفس السياق كتب الفنان والإعلامي المغربي محمد الريساني على حسابه على فيس بوك: “الجميل في كرة القدم أنها تُحزن شعبا وتُفرحُ شعوبا. شكرا لأسودِنا ووليدنا…والقادم أفضل”.
لكن إعلاميين مختصين فضلوا تجاوز المقاربات الانطباعية، واختاروا التسطير بنفس القوة من تحت ما يعتبرونها أخطاء ارتكبت في هذه المواجهة القاتلة لأحلام الجماهير المغربية قاريا.
وكتب الصحافي الرياضي محمد حجي في موقع “صوت المغرب”: نعم أخطأ وليد الرݣراݣي في بعض اختياراته خصوصا عندما أشرك نصير مزراوي أساسيا رغم أنه كان عائدا من راحة طويلة، وأيضا في ’تعذيب‘ عبد الصمد الزلزولي وأمين عدلي بشكل معكوس في الرواقين، بالإضافة إلى إصراره على اللعب بطريقته المقدسة 4-1-4-1 التي تبالغ في الحذر الزائد من الخصم، ولكن الحقيقة الأخرى التي أعتقد بضرورة الإعتراف بها، وهي أننا لا نملك منتخبا ’أفريقيا‘ حقيقيا مثلما كنا لا نمتلكه في كل الدورت السابقة، وسنكون مضطرين هذه المرة أيضا لنتذكر أن معظم عناصرنا الوطنية عندما تنزل للعب في أفريقيا، فهي تلعب في بيئة كروية غريبة عنها ولم تولد فيها ولا تتحمل طقوسها وأجواءها وخصوصيات لعب منتخباتها…”
“خلاصة القول”، يختتم حجي مقالته: “علينا تصحيح نواقصنا والاستفادة من الدروس المتوالية للكان، لعل نسخة 2025 تضع حدا لحالة ترقب وانتظار طالت أكثر من اللازم”.
بوعلام غبشي
مصدر الخبر
للمزيد Facebook