آخر الأخبارأخبار محلية

ضرب لبنان ممنوع

يؤكد جميع الذين هم على تواصل مستمرّ مع الإدارة الأميركية أن واشنطن، وعلى رغم انحيازها لإسرائيل في حربها الشعواء على غزة، تصرّ على تحييد لبنان، وعلى ألاّ تشمله الحرب المفتوحة في فلسطين المحتلة. وهي تقول، وفق هؤلاء، بأن ضرب لبنان وتدميره هو خط أحمر من غير المسموح لأيٍ كان تجاوزه تحت أي ظرف.  

 

 

 ووفق المعلومات المتوافرة على رغم ندرتها، فإن واشنطن تبدو حاسمة وجازمة في هذا الموضوع. وهذا ما تمّ إبلاغه لكل من تل أبيب وطهران، وإن بطرق مختلفة. فالحرب على لبنان ممنوعة. وما تمّ تحقيقه من انجاز في الترسيم البحري لا يمكن التفريط به. 

 

فما يحصل في غزة، في رأي هؤلاء، مختلف كليًا عن الوضع في لبنان، على رغم التعاطف الكبير، الذي يبديه اللبنانيون مع معاناة أهل غزة، مع استعدادهم الدائم لإيصال صوت الفلسطينيين إلى أقاصي المعمورة، ورفع لواء قضيتهم المحقّة من على أعلى المنابر الدولية والعربية، خصوصًا أن ما قدّمه لبنان الرسمي والشعبي للقضية الفلسطينية لم يقدّمه أحد، إن على مستوى الأشقاء أو الأصدقاء. 

 

فلو شعر “حزب الله”، ولو للحظة واحدة، بأن “الغزاويين” غير مرفقين على وضعهم القتالي، على رغم ما يتعرّض له القطاع بسكانه وأحيائه ومستشفياته وكنائسه وجوامعه من قصف بربري، لما كان تردّد في أن يمدّ يد المساعدة بطرق مختلفة، ومن بينها ما يمتلكه من عناصر قوة في موازين القوى، وما يخبئه من مفاجآت تجعل العدو قلقًا أكثر  بكثير من دخوله في المعركة مباشرة. 

 

يقول قياديون في “حزب الله” إن “الغزاويين” قادرون على المواجهة لوحدهم، وهم على أتمّ الجهوزية لإحباط أي هجوم برّي. وهذا ما جعل العدو يتراجع عن غزوه البرّي، ولو إلى حين. ولكن ما هو أكيد، كما يشدّد هؤلاء، هو أن النصر النهائي سيكون إلى جانب أهل غزة، على رغم حجم التضحيات التي يقدّمونها كل يوم.  
إلاّ أن هناك جانبًا آخر من المعركة، التي تُدار عن بعد جغرافي، وهو الجانب المخفي من جبل الثلج، خصوصًا أن هذه المعركة تُدار من خلال تعاطي واشنطن مع كل من تل أبيب وطهران، كلٌ على ما يناسب وضعيته ومصالحه. وقد يكون العنوان العريض للحركة الأميركية الديبلوماسية العمل على فكّ الارتباط بين ما تتعرّض له غزة من مجازر يومية، وبين ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في جنوب لبنان في حال استمرّت وتيرة المواجهات الآخذة في التصعيد والتوتير. 
فهل تنجح واشنطن في ما تسعى إليه لبنانيًا، وهل تلقى تجاوبًا من كل من تل أبيب وطهران، وإن بدتا في مكان ما غير مرتاحتين إلى ما تمارسه الإدارة الأميركية من ضغوط غير مستحبة؟ 

 

ما بات أكيدًا هو أن “حزب الله” لا يزال يدرس كل الخيارات الممكنة لكي يحافظ على ماء وجهه مع “حماس”، التي يبدو أنها غير راضية حتى هذه الساعة عن أداء الحزب انطلاقًا من مبدأ “توحيد الساحات”، وهي التي كانت تنتظر منه أكثر بكثير من التزامه “قواعد الاشتباك” مع عدو لا يقيم أي وزن لأي قاعدة، وهذا الأمر بات واضحًا أمام الرأي العام العالمي، الذي بدأ يتفاعل مع القضية الفلسطينية، ومع ما يعانيه أهل غزة. 
ولكن في انتظار ما سيقوله الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل في أول إطلالة له بعد بدء الحرب على غزة، فإن الأوضاع باقية على حالها، مع إصرار واشنطن ومعها المجتمع الدولي على تحييد لبنان عن الحرب الشاملة. 
  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى