نحو التوسّع في التحقيقات في ملف وزارة التربية.. وقضية أمل شعبان للمتابعة

وكتب ابراهيم حيدر في” النهار”: لم تحدد إلى الآن ما هي الجرائم المدعى بها على أمل شعبان في الملف، أو إذا كانت اقوال المدعى عليهم تدينها، خصوصاً وأن ملابسات التوقيف يشوبها ثغرات عديدة وهي جاءت مفاجئة بعد أيام من استماع النيابة العامة المالية أواخر كانون الأول الماضي إلى شعبان وحينها لم تصدر مذكرة توقيف بحقها، ثم جرى توقيفها وفقاً لإفادة موظف غيّر كلامه مرات عدة ثم اصر أخيراً في إفادته على أنها تلقت رشاوى عبره لقاء تسريع في انجاز معادلات لطلاب عراقيين.
يثير استمرار توقيف أمل شعبان جدلاً يتداخل فيه السياسي بالقضائي، ويحكى عن ضغوط سياسية في وزارة التربية لاتخاذ قرار بتعيين موظف بديل عنها لمتابعة الأعمال في الوزارة، وهو أمر لا يتعاطى معه وزير الوصاية الدكتور عباس الحلبي من خلفية سياسية، وفق ما ينقل عنه، إذ سبق وعيًن موظفين بدلاً من موقوفين لاستمرار الأعمال، ولكن بعدما ثبتت التحقيقات تورطهم في مخالفات وجرت إحالتهم إلى المحاكمة. وفي قضية شعبان تبين أن التحقيق معها لا يحتاج إلى إذن ملاحقة باعتبار أنه يندرج تحت “الإثراء غير المشروع” ولذا كان التريث في استبدالها بموظف آخر إلى حين أن يقول القضاء كلمته الاخيرة بعيداً من التدخلات السياسية والضغوط.
يبقى الرهان على القضاء في انهاء الإجراءات المتخذة بحق شعبان، وفي انتظار صدور قرار يمنع المحاكمة عنها أو إعلان براءتها، أو خلاف ذلك، لا بد من إخراج ملفها من براثن التدخل السياسي التي تؤدي إلى التحوير والتضليل. والامر ليس مرتبطاً بما يحكى عن قرار متخذ لقبع شعبان من أمانة سر المعادلات، فلذلك إجراءات يدركها وزير التربية وهو الذي يعلم أن هناك مشكلات في الإدارة التربوية متراكمة منذ سنوات، وزادتها حدة الملفات الشائكة الأخيرة ومن بينها قضية المعادلات للطلاب العراقيين وما يرتبط بها من مخالفات لجامعات تحظى بتغطية سياسية ومن محميات لها شبكاتها الخاصة وساهمت في تفاقم ملف العراقيين وضغطت بعد أن دخل المال والرشاوى عاملاً أساسياً في إنجاز المعاملات.
التحقيقات مع الموقوفين في التربية والذين بلغ عددهم 15 إضافة غلى مندوبي جامعات وسماسرة أخرين، أثبتت تلقي رشاوى وفساد، فيما قضية شعبان أخذت مساراً آخر، وعليه لا يجب إدانتها مسبقاً، ولا يعني رهان البعض على ذلك بتسريع انجاز معاملات العراقيين، ولا معنى لضغوط من وهناك إن كانت عراقية أو لبنانية. ذلك لا يحل مشكلة الفساد بل يقدم ضحايا له طالما أن المشكلة هي في البنية القائمة بشبكاتها ومحمياتها السياسية والطائفية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook